الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

إنها لعبة القطّ والفأر بين ماسك و"أوبن إيه آي"... و"أبل"؟

المصدر: "النهار"
صورة تعبيرية.
صورة تعبيرية.
A+ A-
ميرنا سرور
 
فصول اضطراب العلاقة بين الملياردير إيلون ماسك و"أوبن إيه آي" تتوالى، وكان آخرها دخول "أبل" على خط الخلاف. وبحسب "رويترز"، هدّد ماسك أمس بحظر منتجات "أبل" في شركاته إذا قامت الشركة المصنّعة لهواتف "آيفون" بدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من شركة "أوبن إيه آي" في أنظمة تشغيلها. وقال ماسك في منشور على موقع إكس: "هذا انتهاك أمني غير مقبول".
 
جاء هذا بعدما أعلنت "أبل" في مؤتمرها عن ميزات الذكاء الاصطناعي عبر تطبيقاتها ومنصات التشغيل الخاصة بها، عبر شراكة مع "أوبن إيه آي" تتضمّن جلب تقنيات نظام "شات جي بي تي" إلى أجهزتها.
 
وكذلك ذكرت "أبل" أنها صمّمت منتجاتها في الذكاء الاصطناعي المخصّص لهواتفها مع وضع الخصوصية "في صميم بنائه". وأوضحت أنها ستستخدم مزيجاً يجمع بين عمليات معالجة البيانات على أجهزة "آيفون" وبين تقنية "الحوسبة السحابية" لتشغيل الميزات الجديدة بشكل يضمن خصوصية العملاء.
 
أعرب ماسك عن انزعاجه من المقترح وعلّق ساخراً: "من السخيف جداً أن شركة أبل ليست ذكية بما يكفي لصنع الذكاء الاصطناعي الخاص بها، ولكنها قادرة بطريقة ما على ضمان حماية أمنك وخصوصيتك من أوبن إيه آي".
 
تاريخ العلاقة مع "أبل"
 
الأرجح أن العلاقة بين إيلون ماسك وأبل معقدة، وفي بعض الأحيان مثيرةٌ للجدل. ظهر هذا الخلاف للمرة الأولى في 2015، حينما وصف ماسك "أبل" بـ"المقبرة"، إذ ادّعى أنها وظّفت أشخاصاً طردتهم شركة "تيسلا" التي يملكها ماسك والمتخصصة في السيارات الكهربائية والمؤتمتة. وذكر ماسك في مقابلةٍ حينها: "دائماً ما نقول إن أبل هي مقبرة تيسلا، فإن لم تنجح في وظيفتك لدينا فعليك أن تذهب للعمل لدى أبل".
 
 
في 2017، أظهرت تقارير أن ماسك تواصل مع الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، تيم كوك، خلال ما أشار إليه بـ"أحلك أيام تيسلا" لمناقشة إمكانية استحواذ "أبل" على شركته المصنعة للسيارات الكهربائية. ومع ذلك، لم يوافق تيم كوك على الاجتماع، ولم تُنفذ الصفقة أبداً.
 
وعلى مرّ السنين، انتقد ماسك "أبل" علنًا في مناسبات مختلفة، واستهدف خاصّةً رسوم متجر تطبيقات أبل، وتحديثات برامجها، ونقص الابتكار في السنوات الأخيرة. في 2022، تفاقمت انتقادات ماسك، مع اتهامه لشركة "أبل" بأنها تحتكر السوق وتفرض رقابة عليه. تضمّنت هذه المعركة تهديد ماسك بإنشاء هاتفه الخاصّ إذا أزالت "أبل" تطبيق "تويتر" من متجرها للتطبيقات الرقمية.
 
ثم شهدت العلاقة ما ظنه مراقبون "هدنةً" بعد زيارة "ماسك " مقرّ شركة "أبل" في تشرين الثاني 2022. لكن الخلافات عادت لتتفاقم بسبب شراكة "أبل" مع "أوبن إيه آي".
 
جذور الخلاف مع "أوبن إيه آي"
 
يعود الخلاف مع "أوبن إيه آي" إلى نزاع قانوني بين الطرفين. رفع إيلون ماسك، الذي شارك في تأسيس "أوبن إيه آي" في عام 2015، دعوى قضائية ضد الشركة، زاعماً أنها انحرفت عن مهمتها الأصلية. زعمت الدعوى القضائية أن شركة "أوبن إيه آي" قد انتهكت اتفاقية تأسيسية من خلال عدم إتاحة تطوّرات مهمّة في مجال الذكاء الاصطناعي مجاناً للعامة ومن خلال تشكيل شركة فرعية تهدف إلى الربح.
 
وفي عام 2018، ترك ماسك "أوبن إيه آي"، مشيراً إلى تضارب محتمل في المصالح مع عمله في "تيسلا" و"سبيس إكس". منذ ذلك الحين، أنشأ شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، "إكس إيه آي" XAI، وأطلق روبوت الدردشة باسم"غروك" Grok.
 
سحب الدعوى
 
المفاجأة كانت أنه، تزامناً مع امتعاضه من إعلان الشراكة مع "أبل"، أسقط ماسك الدعوى القضائية التي كان رفعها ضد "أوبن إيه آي" دون تقديم أيّ تفسير للرأي العام، وذلك قبل يوم واحد من تعيين القاضي لجلسة استماع لطلب لمتهمين برفض القضيّة.
 
لا يزال السبب وراء إسقاط الدعوة مجهولاً. ولا تزال القضايا العالقة بين الشركات الثلاث بعيدةً كل البعد عن الحلّ. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل نحن أمام هدنةٍ جديدة على غرار ما حصل في 2022، أم أن ماسك يتهيأ لتنفيذ تهديده ووعيده فعلاً هذه المرة؟
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم