الأربعاء - 03 تموز 2024

إعلان

"السوشيال ميديا" سبباً في انتشار التدخين بين الشباب

المصدر: "النهار"
ترابط بين زيادة استعمال "السوشيال ميديا" وتدخين الشباب
ترابط بين زيادة استعمال "السوشيال ميديا" وتدخين الشباب
A+ A-
كلما ازداد الوقت الذي يقضيه المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي، تفاقمت خطورة تحوّلهم إلى مدخّنين، إمّا للسجائر العادية أو الإلكترونية لدى الأطفال والشباب. وقد أشار إلى ذلك بحث في "مجلة القفص الصدريّ" Thorax، ورد فيه أنّ الباحثين دققوا في الارتباطات بين استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي وتدخين السجائر ومخاطر التدخين الإلكتروني بين الشباب. وقد غطّى البحث فترة زمنية امتدت بين عامي 2015 و2021.

ظاهرة الاستخدام المزدوج

وبحسب تقرير لوكالة "برس أسوسيشن" PA Media، ظهر هذا الارتباط واضحًا بشكل خاصّ عند مستويات الاستخدام الأعلى لـ"السوشيال ميديا". إذ كان الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من سبع ساعات يوميًا أكثر عرضة للتدخين بثمانية أضعاف تقريبًا من غير المستخدمين، وأكثر عرضة لتدخين السجائر الإلكترونية بأربع مرات. وأوضح التقرير أن تلك الخلاصة استندت إلى دراسة تفحّصت بيانات 10808 أفرادٍ تتراوح أعمارهم بين 10 و25 عامًا في المملكة المتحدة 2015-2021.
 
وفي تلك الدراسة، طُلب من المشاركين الإبلاغ عن نسب استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي خلال أيام الأسبوع، بالإضافة إلى تدخين السجائر ونشاط التدخين الإلكتروني. وقد أبلغ ما يزيد قليلاً عن 8,5 في المئة عن تدخين السجائر، فيما أبلغ 2,5 في المئة عن تدخين السجائر الإلكترونية حاليًا، وأبلغ ما يزيد قليلاً عن 1 في المئة عن استخدام مزدوج لنوعَي السجائر.
 
وبالتالي، بدا أن تدخين السجائر، والتدخين الإلكتروني، والاستخدام المزدوج كانت جميعها أكثر شيوعاً بين المشاركين الأكثر استخداماً لـ"السوشيال ميديا".

وكذلك أفاد 2 في المئة من أولئك الذين قالوا إنّهم لا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أنهم يدخنون السجائر حاليّاً مقارنة بحوالي 16 في المئة ممن أفادوا إنّهم أمضوا سبع ساعات أو أكثر من أيام الأسبوع في ذلك.
 
وبالمثل، تراوحت نسبة تدخين السجائر الإلكترونية بين أقل من 1 في المئة في أوساط غير مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى 2,5 في المئة بين أولئك الذين يقضون سبع ساعات أو أكثر عليها كلّ يوم من أيام الأسبوع.

عناصر أخرى مرتبطة بتدخين الشباب؟

واستكمالاً، جاءت النتائج مستقلة عن العوامل الأخرى المرتبطة بزيادة خطر التدخين واستخدام السجائر الإلكترونيّة، بما في ذلك العمر والجنس ودخل الأسرة وتدخين الوالدين.
 
وحينما جرى تقسيم التحليل وفق الجنس ودخل الأسرة، ظهرت ارتباطات مماثلة للتدخين، ولكن ليس للتدخين الإلكتروني. إذ بدا أنّ الذكور وأولئك الذين تقلّ أعمارهم عن السنّ القانوني الذي يمكّنهم من شراء السجائر، والذين ينتمون إلى أسر ذات دخل أعلى، أكثر عرضة للتدخين الإلكتروني.
 
هذه دراسة رصدية، وعلى هذا النحو لا يمكن استخلاص أيّ استنتاجات قاطعة حول العوامل السببية. ويقرّ الباحثون أيضًا بأنّ الدراسة اعتمدت على بيانات تمّ الإبلاغ عنها ذاتيًا، وأنه لم يكن لديهم أيّ معلومات عن منصّات التواصل الاجتماعي المستخدمة أو كيفية استخدامها. 
 
وفي المقابل، قدّم الباحثون بعض التفسيرات للنتائج التي توصلوا إليها.
 
وكتب الباحثون: "أولاً وبشكل أكثر وضوحًا، هناك أدلة على أنّ الشركات التي تقف وراء تدخين السجائر والأبخرة (التدخين الإلكترونيّ) تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن منتجاتها والترويج لها. ويشمل ذلك الإعلانات المباشرة التي يجري توجيهها عبر خوارزميات متخصّصة، ودفع أموال للمؤثرين على "السوشيال ميديا" الذين يقدّمون التدخين والسجائر الإلكترونية كنشاط عصريّ ومرغوب فيه. ومن المرجّح أن يؤدّي قضاء المزيد من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعيّ إلى زيادة التعرّض لهذه الأشكال من التأثير".
 
ويضيف الباحثون: "ثانياً، تبيّن أنّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي له سمات مشتركة مع السلوك الإدماني الذي يبحث عن المكافأة. وقد يؤدّي الاستخدام المرتفع لوسائل التواصل الاجتماعي إلى زيادة التعرّض لسلوكيات إدمانيّة أخرى مثل التدخين".
 
وبحسب الباحثين أنفسهم: "ثالثًا، باعتبارها مساحة لا تخضع لرقابة الآباء ومقدّمي الرعاية إلى حدّ كبير، فإنّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يشجع السلوكيات المخالفة، بما في ذلك تدخين السجائر والتدخين الإلكتروني."
 
وخلص الباحثون إلى أنّ الشركات التي تمتلك منصات وسائل التواصل الاجتماعي لديها سلطة كبيرة لتعديل عرض المواد التي تروج للتدخين والسجائر الإلكترونية إذا اختارت ذلك أو اضطرت إلى ذلك.
 
ويبدو من غير المرجّح أن تستجيب الشركات المالكة لمنصات "السوشيال ميديا" إلى الدعوات للحدّ من الإعلانات عن التدخين بأشكاله المختلفة. 
 
وكذلك ينبغي اعتبار التشريعات حول هذا الأمر وغيره جزءًا أساسيًا من السلامة عبر الإنترنت وحماية الطفل، وبالتالي ثمّة حاجة إلى مزيد من البحوث والحلول الحكومية لمعالجة مسألة التسويق المباشر وغير المباشر لهذه العناصر عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ.
 
وكذلك يجب أن تدرس الأبحاث المستقبلية منصّات محددة لوسائل التواصل الاجتماعيّ، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعيّ على الصّحة العقلية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم