دعا مجلس الأمن السيبراني في حكومة الإمارات العربية المتحدة الأفراد إلى أخذ الحيطة والحذر من هجمات التصيّد الإلكتروني، ووجّه المجلس مجموعة من النصائح الواجب اتخاذها خلال فترة العيد لضمان السلامة الرقمية والبقاء في أمان على الإنترنت.
وجاء في مقدّمة التوجيهات، تجنّب مشاركة المعلومات الحساسة وخطط السفر خلال فترة العيد على مواقع التواصل الاجتماعي، لتقليل مخاطر سرقة الهوية والجرائم السيبرانية.
انطلاقاً من هذه الدعوة وأهميتها في عملية التثقيف الرقمي للمستخدمين، تتناول في هذه المادة موضوع مشاركة خطط السفر والمعلومات المرتبطة بالأعطال على المنصات الرقمية والشبكات الاجتماعية.
تُعدّ المشاركة في نشر تفاصيل الحياة الشخصية خلال العطل والمناسبات، وسيلة ممتعة للتواصل ونشر التجربة. ينتظر الناس موعد الإجازات، ويرغب العديد منهم مشاركة حماستهم وتجربتهم مع الأصدقاء والعائلة، لذلك يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لبثّ أنشطتهم وصورهم في الوقت نفسه الذي يقضون فيه العطلة أو أثناء تخطيطهم لها. ولكنّ هناك جانباً مظلماً لنشر اللقطات أثناء الإجازة والتي لا قد يعلمها الجميع.
يلفت الخبراء سبب وجوب عدم نشر الأفراد صورهم أثناء العطل على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قد تحمل في طياتها مخاطر تُهدّد سلامة المستخدم، كما يمكن من خلالها تكوين صورة عن حياة الشخص، أو على الأقل معرفة مكان وجوده بعيداً عن منزله عند مشاركة موقعه الحالي أو أماكن زيارته بانتظام، ما يؤدّي إلى تعرّض منزله للسرقة.
وفي حال الأشخاص المسافرين، سيؤدّي نشر صور المطار أو تسجيلات الوصول عبر الإنترنت إلى تنبيه الآخرين إلى حقيقة أنّ الشخص قد غادر المنزل وبات بعيداً عنه، ما يجعل ممتلكاته هدفاً محتملاً للصوص، إضافةً إلى تحديد الموقع، وهو ما يمكن أن يكون مصدر قلق للسلامة.
يقول الصحافي والخبير في التسويق الإلكتروني خالد عطية خلال مقابلته مع "النهار العربي": "كإجراء وقائي من الأفضل تجنّب مشاركة تفاصيل دقيقة عن مكان الإقامة، خطط السفر المستقبلية، مشاركة صورة تذكرة السفر، جواز السفر أو أيّ بيانات تفصيلية أخرى ذات صلة بالرحلة".
ويكمل عطية قائلاً: "أنصح المستخدم بأن يسأل نفسه قبل النشر: من سيرى هذا المنشور أو الصورة أو الفيديو؟ وفي ماذا سيمكن أن تعود مشاهدته عليه؟ قد يفيد هذا في اتخاذ القرار صحيح عند النشر".
لا تشارك مطلقاً صوراً لبطاقة الصعود إلى الطائرة، لأنها تحتوي على رمز شريطي يمكنه الكشف عن مزيد من التفاصيل حول مسار الرحلة، إضافةً إلى البيانات الخاصة بالمسافر، يمكن للمجرمين الولوج إلى المعلومات من خلال الخرق الإلكتروني، لاكتشاف تفاصيل الرحلة والبيانات الأخرى، رخصة القيادة، الهوية الشخصية، وتفاصيل جواز السفر، وقد تستخدم هذه البيانات لارتكاب عملية انتحال واحتيال في الهوية.
يعتبر البعض أنّ الإقامة في غرف الفنادق الفاخرة، مادة مغرية للتباهي بها على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، فإنّ القيام بذلك قد يكشف عن موقع المقيم الدقيق ومدة إقامته، ما قد يجعله عرضة للمطاردة أو السرقة المستهدفة. وهذا ما أكّده عطية بقوله: لا أنصح تحديث النشر عن تفاصيل الحركة أو الأنشطة فور حدوثها أو زيارة الأمكنة السياحية، على سبيل المثال، يمكن الانتظار حتى العودة. وعموماً من الأفضل تقليل أماكن الزيارات بانتظام، فنمط الزيارة في حدّ ذاته معلومة قد تفيد المترصّدين".
وينصح عطية: "من المستحسن الانتظار حتّى العودة بأمان إلى المنزل لمشاركة ذكريات العطلة، وهذا يحمي الخصوصية والسلامة، ويضمن أن تظلّ العطلة تجربة إيجابية".
وفي الختام يضيف عطية حول اتباع بعض الإرشادات العامة والأساسية للحماية الرقمية: "على الأقل يمكنني أن أوصي بالالتزام بنصائح أساسية عدة لحماية حسابات المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي وتجنّب الوقع في فِخاخ القراصنة:
1- عدم مشاركة بيانات شخصية حسّاسة مثل كلمات المرور الخاصة بالحسابات أو أجهزتك، أو صورة البطاقات البنكية.
2- التأكّد من ضبط إعدادات الخصوصية للحسابات على مواقع التواصل والتحكّم في من يمكنه رؤية المنشورات.
3-الوعي بتكتيكات المتصيّدين والمحتالين، وعدم فتح الروابط المشبوهة من الأشخاص المجهولين.
4- الحفاظ على تغيير كلمة المرور بانتظام، وتفعيل المصادقة الثنائية لمنع المحتالين من سرقة الحسابات أو تدميرها.