ربّما لم يتبادر إلى أذهاننا أنّ الأفيال تتواصل بين بعضها أو أن يكون لديها أسماء، إلّا أنّ الثورة التكنولوجية المتصاعدة باستمرار، والمدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، قد تخبرنا عند كل صباح بتطوّرٍ جديد. ومن خلال أدوات التعلّم الآلي، تشير الأدلة الجديدة إلى أنّ الأفيال من المحتمل أن يكون لكل منها اسم فريد، تستخدمه عند مخاطبة أفيال معينة.
وفقاً لدراسة ظهرت في مجلة Nature Ecology and Evolution،
استخدم الباحثون التعلم الآلي لتحليل مئات من نداءات الأفيال البرية التي التقطت بين عامي 1986 و2022. وبشكل أكثر تحديداً، نظروا في ثلاثة أنواع من "الدمدمة"، بما في ذلك التحية وقعقعة تقديم الرعاية وقعقعة جهة الاتصال.
يقول الباحثون إنّ هذه "الدمدمة" هي الشكل الأساسي للتواصل الذي تعتمد عليه الأفيال. وبينما تستخدم الأفيال أصواتاً أخرى للتواصل بما في ذلك قعقعة "هيا بنا"، فإنّ هذه "الدمدمات" الثلاث هي الأكثر احتمالاً لتضمين أي رابط لأسماء محددة.
ما وجده الباحثون، من خلال النظر في البيانات التي جمعها الذكاء الاصطناعي، هو أن الأفيال يبدو أنها ترفق أسماء محددة لكل من الأفيال التي كانت تخاطبها عند استخدام الدمدمات الثلاث المذكورة أعلاه. وبشكل أكثر تحديداً، لا يبدو أن هذه الأسماء مجرد تقليد لما يبدو عليه صوت كل فيل، وهي طريقة تستخدمها الدلافين والببغاوات، حيث يخاطب كل منها الآخر عن طريق محاكاة صوت المتلقي.
وبدلاً من ذلك، تبدو الأسماء المستخدمة في اتصالات الأفيال أكثر تجريداً، مثل تلك التي يستخدمها البشر لبعضهم البعض. ويقول الباحثون إنّ هذا يمكن أن يشير إلى أن الأفيال قادرة على التفكير المجرد، ما يجعلها أكثر ذكاءً بكثير ممّا كنا نعتقده سابقًا، إنه بالطبع اكتشاف ضخم، ويمكن أن يغير فهمنا لهذه المخلوقات الضخمة بشكل جذري.
ومع ذلك، يبدو أن هناك بعض التداخل بين عائلات الأفيال، ويبدو الإجماع العام مختلطًا حول ما إذا كان لكل فيل اسمه الخاص أم لا، أو ما إذا كان لديها أسماء مشتركة بطريقة أو بأخرى.
إن هذا الاكتشاف يقربنا أكثر من أي وقت مضى من فهم كيفية تواصل الأفيال مع بعضها البعض، كما أنه يعطينا لمحة عما تستطيع عقولها القيام به.