يعمل الخبراء على بناء وتطوير نظام جديد بالذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين كيفية توقّع المزارعين وتحسين إنتاجية محاصيلهم. ومن خلال إحصاء الزهور على أشجار الفاكهة باستخدام صور مأخوذة من هاتف ذكي قياسيّ، توفّر هذه التكنولوجيا للمزارعين بديلاً ذكيًا وفعّالاً للطرق التقليدية.
جرّب النظام في إسبانيا، على بساتين الخوخ، حيث وصل إلى دقة بلغت 90 في المئة في عدّ الزهور، وهو تحسّن كبير مقارنة بمعدلات الخطأ المعتادة التي تتراوح بين 30 و50 في المئة في العدّ اليدوي.
ما أهميّة العدّ الدقيق للزهور؟
يؤدّي العدّ الدقيق للزهور إلى تنبّؤات دقيقة بالإنتاج، وهو أمر بالغ الأهمية لإدارة المزرعة بكفاءة. وتعني هذه التنبؤات الأفضل والأكثر دقة أنّ المزارعين يمكنهم التخطيط لاستخدام المياه، واحتياجات العمالة، وحصاد الخدمات اللوجستية مقدمًا، ما يؤدّي في النهاية إلى تقليل الهدر وتحقيق الربحية.
وناقش فرناندو أوات تشيين، الأستاذ المشارك في National Robotarium، الفوائد العملية: "من خلال دمج هذه التكنولوجيا، يمكن للمزارعين مواءمة مواردهم بشكل أوثق مع العائدات المتوقّعة، ما يساعد في تقليل الإنفاق الزائد والأثر البيئي".
كيف تمّ تطوير الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ؟
تمّ تطوير نظام الذكاء الاصطناعي من خلال التعاون بين مطوّري التكنولوجيا وخبراء الزراعة في National Robotarium، من الاستفادة من خوارزميات التعلم الآلي التي يمكنها تحليل آلاف الصور لتعلم وتحديد الأنماط المعقّدة لمجموعات الزهور، حتى عندما تكون محجوبة أو متداخلة. وبهذه الطريقة تمّ التأكد من أنّ الأداة قد تمّ تطويرها للتكيّف مع احتياجات الزراعة في العالم الحقيقي، من أجل سهولة الاستخدام والفعالية بشكل أفضل.
ما هي المشكلات التي تغلّب عليها المطوّرون؟
يتضمّن تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يعالج العناصر الطبيعية بدقة مثل الزهور التغلّب على بعض الأشياء:
-التعرف على الأنماط المعقدة: كان على الذكاء الاصطناعي التمييز بين الزهور والأوراق المتداخلة، وهي مهمة تتطلب قدرات متطورة للتعرف على الصور.
-الظروف البيئية المتغيرة: تتطلب التغيرات في مراحل الضوء والطقس والإزهار أن يكون الذكاء الاصطناعي قابلاً للتكيف والاستجابة بشكل كبير لضمان الدقة المتسقة.
-التكامل مع روتينات المزارعين: يجب أن تكون الأداة بسيطة بما يكفي للاندماج في الروتين اليومي للمزارعين دون الإخلال بممارساتهم الراسخة.