الإثنين - 16 أيلول 2024
close menu

إعلان

الصاروخ الأوروبي "أريان 6" ينطلق الى الفضاء في 9 تموز

المصدر: أ ف ب
صورة ارشيفية- صاروخ "أريان "6 معروض عند مدخل المؤتمر الدولي الـ73 للملاحة الفضائية في مركز المؤتمرات في باريس (18 ايلول 2022، أ ف ب).
صورة ارشيفية- صاروخ "أريان "6 معروض عند مدخل المؤتمر الدولي الـ73 للملاحة الفضائية في مركز المؤتمرات في باريس (18 ايلول 2022، أ ف ب).
A+ A-
تستعدّ أوروبا لإطلاق صاروخ "أريان 6" للمرة الأولى في التاسع من تموز الجاري، ما يساعد القارة في مسعاها الاستراتيجي لحيازة وسائل مستقلة للصعود إلى الفضاء.

ومن المقرر أن تجري وكالة الفضاء الأوروبية اعتباراً من الساعة 15,00 (18,00 ت غ) من يوم الثلثاء المقبل عملية الإطلاق الأولى للصاروخ الثقيل من مركز الفضاء في قاعدة كورو في غويانا الفرنسية.

وقد أتاح تمرين في نهاية حزيران، حصلت خلاله جميع الإجراءات حتى لحظة إشعال محركات الصاروخ على منصة الإطلاق، إزالة آخر مواضع الغموض.

ويقول مدير النقل الفضائي في وكالة الفضاء الأوروبية توني تولكر-نيلسن "لقد سارت الأمور بشكل جيد للغاية (...) مثل الساعة السويسرية. لا توجد نقطة حرجة تدعو إلى التشكيك في تاريخ الإطلاق".

وقد فُحصت كل مرحلة من المراحل التحضيرية المؤدية إلى هذه الرحلة الافتتاحية عن كثب في الأشهر الأخيرة من أصحاب المصلحة الأوروبيين في مجال الفضاء، بعدما سلطت أربع سنوات من التأخير في البرنامج الذي كلف 4,5 مليارات يورو، الضوء على الهشاشة الأوروبية في القطاع.

منذ الرحلة الأخيرة لمركبة "آريان 5" قبل عام، لم يعد الأوروبيون قادرين على وضع قمر اصطناعي في المدار بمفردهم: فمنذ غزو أوكرانيا، لم يعد بإمكانهم الاعتماد على صواريخ "سويوز" الروسية المتوسطة، والتي تم إطلاقها على مدى 10 سنوات من غويانا، كما أن صواريخ "فيغا سي" لا تزال خارج الخدمة منذ نهاية عام 2022 بعد وقوع حادث.

ويقول رئيس وكالة الفضاء الأوروبية يوزيف أشباخر "كل ما كان يمكن حدوثه بشكل خاطئ قد حدث فعلاً بشكل خاطئ". ولهذا السبب فإن "إطلاق صاروخ آريان 6 يرتدي طابعاً حاسماً لأوروبا، التي يجب أن يكون لها بالتأكيد وصول مستقل إلى الفضاء".

ومن غير الوارد للأوروبيين تفويت فرصة الإفادة من ازدهار اقتصاد الفضاء، إذ من المفترض أن تصل قيمته إلى 822 مليار دولار في 10 سنوات، أي ما يقرب من ثلثي ما هو عليه اليوم وفقاً لشركة "نوفاسبايس" Novaspace، كما من غير الممكن التخلي عن حرية التصرف في سياق التوترات الجيوسياسية.

وقد يكون آريان 6 الذي صدر القرار بتطويره سنة 2014، قادراً على وضع الأقمار الاصطناعية في مدار ثابت بالنسبة للأرض، على ارتفاع 36 ألف كيلومتر، مثل سابقه آريان 5، فضلاً عن وضع كوكبات في مدار على بعد بضع مئات من الكيلومترات من الأرض.

- 9 عمليات إطلاق سنوياً -
ولهذا، تحتوي الطبقة العليا من الصاروخ على المحرك "فينشي"، الذي يمكن إعادة تشغيله من أجل إيداع الأقمار الاصطناعية في مواقع مختلفة قبل أن تسقط مرة أخرى في المحيط الهادئ لتجنب ترك المزيد من الحطام في المدار.

وفيما اعتُبر الصاروخ "مؤهلاً" بالفعل خلال التجارب على الأرض، فإن الرحلة الأولى هي "دليل على أن جميع نماذجنا الحرارية والميكانيكية وما إلى ذلك تعمل"، على ما يوضح توني تولكر نيلسن. وسيحمل الصاروخ 18 "راكبا" وأقمارا اصطناعية جامعية صغيرة وتجارب علمية.

ويشير فرانك هويبان، مدير البرامج المدنية في مجموعة "أريان غروب"، المقاول الصناعي الرئيسي لهذه المهمة، إلى أن "هذه الرحلة الأولى تشكّل لحظة مهمة بالنسبة لنا جميعا، فهي ليست مجرد تتويج لجهود التطوير، ولكنها أيضا بداية مرحلة الاستغلال".

ومن المقرر إجراء أول رحلة تجارية في نهاية العام، و14 رحلة أخرى خلال العامين التاليين.

يستذكر فرانك هويبان أنه "جرى تصميم أريان 5 للقيام بما يصل إلى 7 عمليات إطلاق سنوياً، بينما صُمم أريان 6 للسماح بإجراء 12 عملية إطلاق سنوياً، مع مستوى أول يبلغ 9 عمليات إطلاق" سنوياً. وهذا المستوى لا يزال بعيداً عن إمكانات شركة "سبايس إكس" الأميركية التي أطلقت 14 صاروخاً من طراز "فالكون 9" في أيار وحده.

لكن ذلك لا يكفي لتحقيق الربح: فقد وافقت الدول الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية على دفع ما يصل إلى 340 مليون يورو سنوياً لضمان نموذجها الاقتصادي من الرحلة السادسة عشرة إلى الرحلة الثانية والأربعين، مقابل تخفيض بنسبة 11% في التكاليف من جانب الصناعيين. وقد جرى بالفعل توفير التمويل اللازم لأول 15 رحلة.

ومع ذلك، فإن سجل الرحلات ممتلئ بالفعل بـ30 مهمة، بما في ذلك 18 لنشر كوكبة "كويبر" التابعة لمجموعة "أمازون".

وقال ستيفان إسرائيل، رئيس شركة آريان سبيس، المسؤولة عن تسويق وتشغيل الصاروخ، في نهاية حزيران "هذا أمر غير مسبوق على الإطلاق بالنسبة لصاروخ لم يحلّق بعد".

قبل أيام قليلة من الإطلاق، ألغى مشغل أقمار الطقس الأوروبية، "يوميتسات"، الإطلاق المخطط له عبر "آريان 6" لصالح "سبايس إكس"، بحجة حصول "ظروف استثنائية" لم يحددها، متجاهلاً مبدأ التفضيل الأوروبي.

في مواجهة "سبايس اكس"، يتمثل التحدي الذي يواجه صاروخ "أريان 6" في التواجد في "سوق تحتاج إلى صواريخ"، بحسب رئيس "أريان غروب" مارتان سيون، كما لأن هذا الصاروخ يمثل "منصة الإطلاق السيادية لأوروبا".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم