يأتي انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية التعليمية الصينية مثل Question.AI وGauth في السوق الأميركية في وقت يشهد منافسة شرسة داخل الصين، حيث تم تطوير أكثر من 200 نموذج لغوي كبير. ولغاية شهر آذار (مارس)، حصل أكثر من نصفها على موافقة السلطات الصينية لنشرها للعامة.
وفي مواجهة السوق المحلية المشبعة، فإن المزيد من مطوري التطبيقات الصينيين يضعون أنظارهم الآن على الأسواق الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" The South China Morning Post أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي الصينية اكتسبت قوة جذب سريعة في الولايات المتحدة، وخاصة في قطاع التعليم.
تُحدث تطبيقات مثل Question.AI، المملوكة لشركة Zuoyebang الناشئة في مجال التكنولوجيا التعليمية ومقرها بكين وشركة ByteDance's Gauth، ثورة في كيفية معالجة الطلاب الأميركيين لواجباتهم المدرسية من خلال تقديم حلول وتفسيرات فورية من خلال خوارزميات الذكاء التوليدي المتقدمة.
للسياق، يعد Question.AI وGauth من التطبيقات التعليمية الشائعة التي تستخدم الذكاء التوليدي لمساعدة الطلاب الأميركيين في مواضيع مختلفة.
حيث يمكن للمستخدمين تصوير مشكلات الواجبات المنزلية لتلقي الحلول مع شرح خطوة بخطوة. تم إطلاق Question.AI في منتصف عام 2023، بينما بدأ Gauth (في الأصل Gauthmath) في عام 2020 كمحلل للرياضيات قبل التوسع.
وكلاهما يوفر استخداماً أساسياً مجانياً مع ميزات إضافية مدفوعة. اعتباراً من التصنيفات الأخيرة، يعد Gauth ثاني أكثر التطبيقات التعليمية شعبية على مستوى العالم، ويأتي Question.AI في المركز السابع.
ولاقت هذه الخطوة صدى لدى الطلاب وأولياء الأمور، حيث تقدم مزيجاً سلساً من التكنولوجيا والتعليم الذي يكمل بيئة التعلم الرقمية المتزايدة. تم تصميم هذه التطبيقات في البداية لسوق الصين الواسعة والتنافسية، وبدأت في جلب قدرات الذكاء التوليدي المتطورة إلى الفصول الدراسية الأميركية. ففي ظل معدلات اعتمادها الرقمية المرتفعة وانفتاحها على الابتكار التعليمي، تقدم السوق الأميركية فرصة مربحة للمطورين الصينيين الذين يتطلعون إلى توسيع قاعدة مستخدميهم خارج الحدود المحلية.
وفقاً لخدمة استخبارات تطبيقات الهاتف المحمول AppMagic، تم تصنيف Question.AI وGauth، من بين أفضل ثلاثة تطبيقات تعليمية مجانية في الولايات المتحدة على متجر iOS التابع لشركة Apple وGoogle Play في الفترة من شباط (فبراير) إلى أيار (مايو).
الذكاء التوليدي في التعليم: الضغط المحلي يقود التوسع العالمي
في الصين، كان تطوير نماذج اللغة الكبيرة غزير الإنتاج. ومع إنشاء أكثر من 200 نموذج من هذا القبيل، تشتد المنافسة بين مطوري الذكاء التوليدي.
وقد دفعت هذه البيئة العالية المخاطر العديد من الشركات إلى البحث عن فرص للنمو في الخارج. وتشير موافقة السلطات الصينية على هذه النماذج للنشر العام إلى نضج هذه التقنيات واستعدادها للتطبيق على نطاق أوسع، ما يشجع المطورين على استكشاف الأسواق الدولية.
ولا يقتصر هذا الدفع نحو التوسع العالمي على إيجاد مصادر دخل جديدة فحسب، بل يتعلق أيضاً باكتساب ميزة تنافسية وتأسيس حضور عالمي. بالنسبة لشركات الذكاء الاصطناعي الصينية، فإن اقتحام الأسواق الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، يرمز إلى النجاح التجاري والريادة التكنولوجية على نطاق عالمي.
علاوة على ذلك، فإن المرونة وسهولة الوصول إلى أدوات الذكاء التوليدي هذه تتوافق جيداً مع التحول الرقمي الذي يجتاح التعليم الأميركي. وبالنظر إلى أن الوباء قد أدى إلى تسريع عملية التعلم عبر الإنترنت، فإن التطبيقات التعليمية المدعومة بالأدوات التوليدية قادرة على سد هذه الفجوة في منهجيات التدريس التقليدية من خلال تقديم المساعدة في الوقت المناسب وتحسين طرق تقديمها.
التغلب على التحديات: خصوصية البيانات والتكامل الثقافي
وحتى مع براعتها التكنولوجية، ستواجه تطبيقات الذكاء التوليدي الصينية مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات وأمنها عند دخول الأسواق الأميركية. وستكون هناك رقابة متزايدة على كيفية إدارة هذه التطبيقات لبيانات المستخدم، خاصة في ضوء التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين. يعد ضمان الامتثال للوائح خصوصية البيانات الأميركية الصارمة أمراً بالغ الأهمية لكسب ثقة المستخدم والقبول على نطاق واسع.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل التكامل الثقافي عقبة أخرى، سيكون المزج الناجح لهذه الأساليب لإنشاء تجربة تعليمية شاملة أمراً ضرورياً للنجاح المستدام لهذه التطبيقات في الولايات المتحدة.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
