باستخدام ماسح ضوئيّ متقدّم، قام باحثون من جامعة "آرهوس" Aarhus، بتطوير تقنية يمكنها اكتشاف التغيّرات المبكرة في الكلى، عندما يبدأ النسيج الندبيّ بالتشكّل، وفق ما أوضحت دراستهم، التي نشرت في مجلة Investigative Radiology.
من خلال هذه التقنية المعروفة باسم التصوير بالرنين المغناطيسيّ، يستطيع الأطباء الآن رؤية تكوين التليّف قبل حدوثه؛ وهذا يجعل من الممكن بدء العلاج مبكراً، بل ربما منع حدوث ضرر لا يمكن إصلاحه.
آلية عمل التقنية
تعمل هذه التقنية عن طريق حقن نوع خاصّ من مادة "البيروفات" Pyruvate، وهي مادة طبيعيّة تدخل في إنتاج الطاقة في جسم المريض. عندما تكون جزيئات البيروفات شديدة الاستقطاب، يتمّ تضخيم إشاراتها المغناطيسية بشكل ملحوظ يناهز الـ20.000 مرة، ممّا يسمح بتتبع تحوّلها في الجسم باستخدام ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي.
ومن خلال تتبع كيفية تحول "البيروفات" إلى موادّ أخرى، يمكن للأطباء اكتشاف العلامات المبكرة للتليّف قبل أن تكون هناك تغييرات هيكلية مرئية يمكن التقاطها بالطرق القياسية. هذه الطريقة ليست أكثر فاعلية فحسب، بل أكثر أماناً وراحة للمرضى أيضاً، لأنها تلغي الحاجة إلى إجراء خزعات غازيّة.
توظيف هذه التقنية في مجالات أخرى
لا يقتصر التكوّن الليفي، الذي تقيسه التقنية، على الكلى فحسب، بل قد يكون أيضًا ذا صلة بأعضاء أخرى، مثل القلب في أنواع معيّنة من قصور القلب. ومع ذلك، لنقل التقنية من المختبر إلى العيادة، هناك حاجة إلى مزيد من التجارب على المرضى.
وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا تظهر إمكانات كبيرة، فإنه سيكون من الصعب تنفيذها على نطاق واسع في الممارسة السريرية. لا يوجد سوى نحو 24 من هذه الماسحات الضوئية المتقدّمة في العالم، وعدد أقلّ يمكنه فحص البشر.
مع ذلك، يأمل الباحثون خلال السنوات المقبلة في أن يروا أن هذه التقنية أصبحت أكثر سهولة وانتشاراً.