النهار

مايكروسوفت... عطست "سحابتها الزرقاء" فأصيب العالم كله بالشلل
بوصف أولي، حدث اضطراب ما، ربما يكون فيروس أو مجرد خلل في البرمجة أثناء، في أنظمة البرمجيات المترابطة التي تدير خوادم شركة "كرواد سترايك" التي تعمل مباشرة مع نظام "آزور" [معناه الأزرق، الذي يتراوح بين السماوي والغامق] لتقنية حوسبة السحاب في شركة "مايكروسوفت". وبالتالي، حدث اضطراب في نظام "أوفيس 365" وميزاته وخدماته المقدمة عبر سحابته على الإنترنت. ثم شُلَّ أنظمة على امتداد العالم.
مايكروسوفت... عطست "سحابتها الزرقاء"  فأصيب العالم كله بالشلل
موت الشاشات الأزرق تهاطل من سحابة مايكروسوفت الزرقاء (ورلد أرايز)
A+   A-

اختلّ برنامج تقني في إمبراطورية مايكروسوفت، فشلّ العالم بأسره.

لا أقلّ من ذلك في وصف أوليّ للشلل العالمي في الاتصالات الذي يسيطر على الكرة الأرضية الآن.

لعلّ أولى الصور التي تحضر إلى الذهن في هذا الحدث الذي أظهر الأمدية الهائلة لإمبراطورية بيل غيتس، هي صورة المفكر الأميركي نعوم شومسكي ومقاله الشهير عام 2001، "نظام واحد، عالم واحد"، في إشارة إلى ان نظام "ويندوز" ينتشر على 95 في المئة من حواسيب العالم، وبالتالي فإنها معتمدة على ذلك النظام الذي يسيطر عليها.

 

البداية من سحابة "زرقاء"

 

في وصف أولي، حدث اضطراب ما، ربما يكون فيروساً أو مجرد خلل في البرمجة في أنظمة البرمجيات المترابطة التي تدير خوادم شركة "كرواد سترايك" CrowdStrike التي تعمل مباشرة مع نظام "آزور" Azure (معناه الأزرق، الذي يراوح بين السماوي والغامق) لتقنية حوسبة السحاب في شركة "مايكروسوفت". وبالتالي، حدث اضطراب في نظام "أوفيس 365" وميزاته وخدماته المقدمة  عبر سحابته على الإنترنت، ثم شُلَّ أنظمة على امتداد العالم.

 

لماذا؟

 

ببساطة، لأن نظام "365" هو الأساس الذي تستند إليه تطبيقات وبرمجيات ونُظم اتصالات لا حصر لها. حتى بعض من يقرأ هذا المقال، يعرف أن نظام "أوفيس على حاسوبه، من الكتابة "وورد" إلى برامج الصور والفيديو والألعاب وغيرها، تعمل بالاستناد إلى "365".

وهكذا، تُظهر الصورة الأولية خللاً في برمجة ترقية لنظام خوادم "كراود سترايك"، التي تعمل في مجال الأمن السيبراني (يا للمفارقة. أليس كذلك؟]، أصاب قاعدة الحوسبة السحابية في مايكروسوفت، أي نظامهاAzure  "الأزرق"، وأحدث ما يسمى "موت الشاشة الزرقاء" blue screen of death ، الذي يشبه ورقة نعي تظهر على نظامي "ويندوز" و"ريآكت أو إس" React OS. وبالتالي، حدث شلل في كل الخدمات والبرمجيات وأنظمة الكومبيوتر الداخلية المخصصصة للاتصالات في المؤسسات والمطارات والشركات والأقنية التلفزيونية وغيرها. باختصار، كل ما يعمل بالاستناد إلى "365"، صار مهدداً بالشلل.

في المقابل، هنالك ناجون من ذلك الشلل، على غرار بعض المطارات الفرنسية التي قد لا تستعمل الأنظمة المشار إليها، أو أنها تملك بدائل احتياطية لها كمطارات بيجينغ على الأرجح.
 

 

عولمة تقاوم كل اعتراض

حتى الآن، هذه الصورة أولية. والأرجح أنها لن تصبح منهجية قبل تحديد الخلل الذي أطلق حالة الشلل العالمية، بعد أن "عطس" النظام الأزرق في "مايكروسوفت".

ثم يأتي من يقول أن الشركات العملاقة لا تهيمن على العالم بأكثر مما يُعترف به. ثم يظهر من يرى أنه يجب التهليل لهيمنة الشركات العملاقة، وللتآكل المستمر في نظام الدولة في العالم.

اقرأ في النهار Premium