هل نعيش وحدنا نحن البشر في هذا الكون العظيم؟ سؤال شغل بال العلماء طويلاً، وأذهلتهم كثيراً إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض. ويستمر بحثهم عن هذا الآخر الفضائي.
واليوم، يبدو أن ثمة دراسات مبشّرة يتحدث عنها موقع "بزنس توداي"، تشير إلى أن قمراً لكوكب المشتري، يسمّى "أوروبا"، يوفّر بيئة ملائمة للكائنات الحيّة من خلال فتحات حرارية مائية في تكوينه الجيولوجي.
أجوبة من نماذج المحاكاة الافتراضية
وتدل عمليات أجريت أخيراً باستخدام نماذج المحاكاة الافتراضية على الكومبيوتر، إلى أن هذه الفتحات الحرارية المائية، تتمتع بدرجة الحرارة المنخفضة، يمكن أن تصمد في قاع المحيطات على أقمار مثل "أوروبا" مليارات السنين. وهذا يزيد من احتمال وجود حياة خارج كوكب الأرض، بفضل توفيرها الظروف المؤاتية للحياة. وهكذا، تتحوّل هذه الفتحات إلى مواطن محتملة للحياة، "ففيها طاقة كيميائية وحرارة، كما في المحيطات على كوكب الأرض"، بحسب تقرير "بزنس توداي".
لكن، تكمن المشكلة في أن الدراسات السابقة ركّزت بشكل أساسي على الفتحات تتسم بدرجة حرارة عالية تتغذى من النشاط البركاني. وفي المقابل، "لا تتمتع الأقمار الجليدية بأنوية ساخنة، ما يثير تساؤلات حول قدرة هذه الفتحات على الاستمرار فترة كافية لخلق الظروف اللازمة للحياة على المدى الطويل".
وبحسب التقرير نفسه، إن الفتحات التي تتصف بدرجة حرارة منخفضة مسؤولة عن جزء كبير من فقدان حرارة الأرض، خلافاً للفتحات ذات درجة الحرارة المرتفعة. وتتضمن الفتحات النموذجية مياه البحر الباردة التي تغوص في الصخور في قاع البحر، عبر الهياكل البركانية المنقرضة، وتسخن على بعد مسافة كبيرة قبل أن تعود إلى الظهور بكيمياء متغيّرة.
ماذا يحصل في "أوروبا"؟
وضع باحثون في "جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز" نموذجاً لانتشار الفتحات ذات درجة الحرارة المنخفضة على قمر "أوروبا" وعلى "إنسيلادوس"، سادس أقمار كوكب زحل. واستندوا إلى ما يعرفونه عن نظام دوران المحيط الهادئ شمال غربي الأرض لصنع نماذج محاكاة افتراضية عما يحصل في الفتحات الحرارية (سواء الباردة أو الساخنة) داخل القمرين المذكورين. وتشير النتائج إلى أن الفوهات الدافئة يمكن أن تستمر في ظروف مختلفة على قمري "أوروبا" و"إنسيلادوس" بفضل الجاذبية المنخفضة التي تتلاءم مع درجات حرارة أعلى.
أخيراً، تقترح الدراسة أن تستمر هذه الأنظمة الحرارية المائية منخفضة الحرارة طويلاً في عوالم المحيطات، ما قد يخلق ظروفًا مؤاتية لظهور مخلوقات فضائية.
وكذلك سلطت الدارسة الضوء على إمكانية أن تصبح فتحات "أوروبا" مواقع للاستكشاف البيولوجي الفلكي في المستقبل.