لطالما شكَّل الفضاء مصدراً للاكتشافات المذهلة والأسرار الغامضة التي تثير فضول العلماء والهواة على حد سواء. وفي سياق هذه الاكتشافات، أثار كوكب جديد جرى التعرف عليه مؤخراً دهشة العلماء لسبب غير معتاد تماماً: رائحته تشبه رائحة البيض الفاسد.
اكتشفت هذه الرائحة الكريهة بفضل أبحاث متقدمة لفرق علمية استخدمت تلسكوبات فضائية متطورة وتقنيات التحليل الطيفي. وقد تمكنت من رصد كوكب يدور في فلك نجم بعيد يُطلق رائحة تشبه البيض الفاسد في أجوائه. تكشف هذه الرائحة التي تذكرنا بأفلام الخيال العلمي، عن تأثيرات الكبريت في الهياكل الداخلية للكواكب؛ ما يسلط الضوء على تفاصيل لم يكن ممكناً استنتاجها سابقاً.
كواكب ساخنة
يُعدّ الكوكب المعروف بإسم "أتش دي 189733 ب" HD 189733 b نموذجاً فريداً في عالم دراسات المجموعات الكوكبية الساخنة. إذ يدور حول نجمه بسرعة تجعل يومه أقصر بكثير من عطارد، مع درجات حرارة تفوق الـ927 درجة مئوية وأمطار ثقيلة تهطل بسرعة تفوق 5000 ميل في الساعة.
أظهر الاكتشاف الأخير الذي نُشر في مجلة "نيتشر" عدم وجود الميثان في الغلاف الجوي لهذا الكوكب الساخن. وبدا ذلك مفاجئاً لكنه يعبر عن الظروف القاسية التي تلفّ ذلك الكوكب. ويُعتبر هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو فهم أعمق لتكوين الكواكب وتأثير الظروف البيئية القاسية على تراكيبها الجيولوجية والجوية.
يصف عالم الفلك جوانغوي فو هذه الدراسة بأنها تفتح نوافذ جديدة في علم الفضاء، وقد تلهم العلماء في البحث والتفكير في ظروف مماثلة في الأنظمة الشمسية الأخرى.
وفي ختام هذه الرحلة الفلكية هذه، يظل HD 189733 b نموذجاً رائعاً للتعمق في أسرار الكواكب الخارجية. ويستمر العلماء في استكشاف البيانات وتحليلها بغية التوصل إلى فهم أعمق لهذه العوالم الغامضة والمثيرة في عوالمنا الفلكية البعيدة.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
