النهار

الذّكاء الاصطناعي المخصص للطّب الحيوي يلامس الـ6 تريليونات دولار في 2027
المصدر: "النهار"
الذّكاء الاصطناعي المخصص للطّب الحيوي يلامس الـ6 تريليونات دولار في 2027
تعبيرية.
A+   A-
تذهب توقعات الخبراء المتابعين لشؤون اقتصاد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى أن القيمة الإجمالية لتوظيفاته في الطب الحيوي Biomedicine قد تصل إلى 6 تريليونات دولار بحلول عام 2027. ووفق دراسة صدرت عن "المنظومة الشاملة للذكاء الاصطناعي"، أو بيئته وفق تعبير سائد، فقد استندت تلك التوقعات إلى تقرير جرى تدقيقه أخيراً ووَثَّقَ أن حجم ذلك الفرع المتخصص من الذكاء الاصطناعي، في مجال الطب الحيوي، تجاوز 2.5 تريليون دولار في عام 2023.
 
ويُعرَّف الطب الحيوي بأنه العلم الذي يهتم بتطبيق المبادئ والإنجازات والاكتشافات في البيولوجيا وعلم وظائف الأعضاء (فيسيولوجيا Physiology)، على الممارسة الطبية، بغية تطويرها.

وأصدرت "المنظومة الشاملة للذكاء الاصطناعي" تلك الدراسة التي قدمت خريطة تعد الأكثر شمولاً عن الشركات والمستثمرين والتقنيات وقادة القطاع في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد أُعدِّت الدراسة بدعم من وكالة متخصصة في تحليلات صناعة المعلوماتية والاتصالات المتطورة.

منصات متشابكة عن ذكاء الآلات وجسد الإنسان
 
وتحتوي منصة الذكاء الاصطناعي في مجال الطب الحيوي ملفات تعريف قابلة للبحث تشمل 4700 شركة للتكنولوجيا الصحية، و2300 شركة للتكنولوجيا الحيوية، وستة آلاف مستثمر، وأكثر من 250 مركزاً للبحوث، و600 من قادة القطاع. وتُبرِز المنصة نفسها خرائط معرفية تفاعلية عن المنظومة الشاملة للذكاء الاصطناعي وقواعد بيانات ذلك القطاع. وتتمحور تلك المعطيات كلها حول تقاطع ذكاء الآلات مع الطب الحيوي والرعاية الصحية للكائن البشري.

وتحتوي المنصة أيضاً على منصتين فرعيتين تتناولان علاقة الذكاء الاصطناعي مع التقنيات الحيوية Biotechnology والتكنولوجيا الصحية Health Technology. وتحتوي معلومات عن الشركات المتألقة في هذين الفرعين، مع شرح عن التقنيات التي تصنعها.

وتذكيراً، جرى إنشاء "منصة الذكاء الاصطناعي في مجال التكنولوجيا الحيوية" بغية تسليط الضوء على التآزر المتنامي والمتصاعد بين هذين الحقلين. وبالتالي، توفر هذه المنصة الوصول السهل إلى المؤسسات الريادية في الذكاء الاصطناعي وخبرائه والمستثمرين المؤثرين فيه، إضافة إلى مرافق البحوث المتطورة في ذلك المجال. وتغطي المنصة أيضاً مواضيع متنوعة تشمل الاكتشافات التقنية المتعلقة بالمؤشرات الحيوية للجسم (النبض والتنفس والتعرق والتبول وغيرها) واكتشاف الأدوية، والتكنولوجيا العصبية وطب الفضاء وغيرها.

وتستكشف تلك المنصة الفرعية نفسها، ملامح التقارب الديناميكي بين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الصحية، إذ توفر نافذة على منهجيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة، وقادة الرأي الرئيسيين فيه، والمنظمات التي تتولاه، ومعاهد البحوث المبتكرة. كما تتناول المنصة مجموعة واسعة من الموضوعات تمتد من التشخيص العميق في المراحل المبكرة والطب الدقيق التوجيه، إلى الاستدامة العمرية وتكنولوجيا التأمين الصحي. وتعرض المنصة الاتجاهات الحالية في تلك الحقول، وتتنبأ بالاتجاهات الصاعدة التي يعززها الذكاء الاصطناعي. وتهدف المنصة إلى توفير الوصول المباشر إلى المعرفة والتقدم، ما من شأنه أن يحدد ويدفع قطاع التكنولوجيا الصحية عامةً.

خصوصية الرعاية الصحية

بحسب أحد مسؤولي "وكالة تحليلات قطاع الذكاء الاصطناعي"، فإن الذكاء الاصطناعي يملك إمكانات كبيرة في عدد من القطاعات والمجالات، مع ملاحظة أن دوره في الرعاية الصحية يتجاوز كونه أداة دعم أو قطاع محايد. وفيما كان الذكاء الاصطناعي قبل خمس سنوات يعتبر قطاعاً صغيراً في مجال التكنولوجيا الحيوية، فقد وصل اليوم إلى حجم 2.5 تريليون دولار وأصبح ركيزة أساسية للرعاية الصحية، من العلوم الأساسية إلى التطبيقات السريرية.

وكخلاصة، يتمثل الأمر الأكثر أهمية بكثير من النمو المالي الهائل للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، بحقيقة أن عمل تلك التكنولوجيا في الطب يتجاوز مجال الأعمال. ولذلك يجب قياس قيمته الحقيقية ليس بالمال، بل بسنوات الحياة النوعية للبشر، وتحسين نتائج علاج المرضى الملموس في العالم الحقيقي، وإنقاذ الأرواح.

وقد توقع المسؤول نفسه أن تصبح التقنيات الذكية المحرك الرئيسي الذي يقود التحول نحو الطب الوقائي والدقيق، وربما التمكّن من إضافة سنوات إلى المعدل المتوسط للأعمار.

اقرأ في النهار Premium