انغمس اللاعبون في جميع أنحاء العالم في عالم لعبة الفيديو "بلاك ميث: ووكونغ" Black Myth: Wukong التي أُطلقت الثلثاء عالميا واعتُبرت منذ اللحظة الأولى واحدة من أنجح ألعاب الفيديو الصينية.
وحققت "بلاك ميث" الثلثاء أحد أفضل الأيام المخصصة لإطلاق المنتجات الجديدة في قطاع ألعاب الفيديو، إذ بلغ عدد لاعبيها على منصة "ستريم" قرابة الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت غرينيتش أكثر من 1,4 مليوناًَ، فيما بيعت منها 1,2 مليون نسخة بواسطة طلبات مسبقة.
وبذلك، باتت "بلاك ميث" في المركز الرابع في ترتيب أفضل أيام الإطلاق، متقدمة على لعبتين واسعتًي الشعبية عما "إلدن رينغ" Elden Ring و"سايبربانك 2077" Cyberpunk 2077.
وقال لي سونغ (41 عاما) لوكالة فرانس برس التي استصرحته في متجر لألعاب الفيديو في بيجينغ إنه تقدّم بطلب لشراء اللعبة ما إن فُتِح باب بيعها.
وفيما كانت شخصيته في "بلاك ميث" تتنقل في غابة كثيفة، متفادية هجمات الوحوش ذات الفراء، قبل أن تتحول إلى حشرة، لاحظ أن اللعبة توفّر "تجربة مُرضية".
و"بلاك ميث" التي باتت الأولى بين الألعاب المستقلة ذات الموازنات الكبيرة المعروفة بألعاب "تريبل إيه" Triple A تُصمم في الصين، اقتُبست من رواية صينية من القرن السادس عشر تخمل عنوان "الرحلة إلى الغرب".
ويتقمص اللاعبون شخصية مشابهة للملك القرد سون ووكونغ، وهو الشخصية الرئيسية في القصة.
ورأى لي سونغ أن "المعارك ممتازة، ولا توجد مشكلة". واعتبر أن "قصة اللعبة المستمدة من الأساطير الصينية واعدة".
أما يوان يوان، وهي صاحبة متجر لألعاب الفيديو رفضت الإفصاح عن شهرتها، فأعربت عن سعادتها لِكون "أساطير الصين وقصصها تُقدّم في لعبة للعالم كله". وأضافت "كصينية، أنا فخورة جدا".
-انتظار طويل -
كذلك أشاد النقاد المتخصصون في الغرب باللعبة، حيث منحها موقع "ميتاكريتيك" النقدي درجة 82 من أصل 100 بناء على 57 رأيا.
وبدأ هذا الاهتمام الفائق بـ"بلاك ميث" عام 2020 عندما حظيَ المقطع الدعائي للعبة بنحو عشرة ملايين مشاهَدَة خلال 24 ساعة فحسب على منصة بث الفيديو الصينية "بيليبيلي".
ولاحظت الطالبة البالغة 21 عاما فيوليت تشانغ خلال الاحتفال بإطلاق اللعبة في شنغهاي: "ثمة انطباع بأن الانتظار طال، ولكن عندما يأتي اليوم يكون الأمر مثيرا فعلا".
وتعمل شركة "غايم ساينس" التي يقع مَقَرّاها في مدينتي هانغزو وشنزن على اللعبة منذ عام 2018.
وواجه إنشاء "بلاك ميث" عقبات. فالموقع الأميركي المتخصص "آي جي إن" كشف العام الفائت عن حالات تمييز جنسي داخل "غايم ساينس".
وأثارت هذه الاكتشافات غضبا شديدا من اللاعبين في الصين وأماكن أخرى، إذ دافع الكثيرون عن "غايم ساينس" ورفضوا ما اعتبروه محاولة للترويج لأفكار ثقافة الـ"ووك" woke المناهضة للتمييز والتحيز.
ولم تُجب "غايم ساينس" ولا شركة "هيرو غايمز"، الناشر المشارك للعبة، عن أسئلة وجهتها إليهما وكالة فرانس برس الثلثاء عن الموضوع.
وقالت يوان يوان إنها تأمل في أن يكون الجمهور "أكثر تسامحا مع هذه اللعبة وأن يقبل بعيوبها". وأضاف "بهذه الطريقة، يمكننا مواصلة التحسن مستقبلاً".