على الرغم من أن "أوبن إيه آي" كانت منذ فترة طويلة في مقدمة سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلّا أنّ المنافسين قد لحقوا بنموذج GPT-4، وفي بعض الحالات تجاوزوه.
هذا الوضع جعل الأنظار تتجه نحو نموذج اللغة الكبير التالي للشركة، يُقال إنّ خليفة GPT-4 سيتمّ تعزيزه بذكاء توليدي جديد، والذي قد يصبح جزءًا من "شات جي بي تي" في وقت لاحق من هذا العام.
وفقًا لتقرير جديد من The Information، تخطّط "أوبن إيه آي" لإطلاق ذكاء توليدي جديد يحمل الاسم الرمزيّ Strawberry كجزء من روبوت الدردشة هذا الخريف. يُعتقد أنّ Strawberry قد يصبح جزءًا من "شات جي بي تي".
ما الذي يميز Strawberry؟
إذا كنت تتابع أخبار "أوبن إيه آي" عن كثب، فربما تكون قد سمعت عن Strawberry من قبل. في الماضي، كان هذا الذكاء التوليدي يُعرف باسم Q* (ينطق Q Star). هذا هو الذكاء التوليدي الذي بدأه كبير العلماء السابق في "أوبن إيه آي"، إيليا سوتسكيفر، وتمّ تحسينه لاحقًا من قبل الباحثين جاكوب باتشوكي وسزمون سيدور بعد أن ترك سوتسكيفر الشركة. هذا هو الذكاء نفسه الذي أدّى إلى اختراق تقني وأثار مخاوف تتعلق بالسلامة لاحقًا تسبّبت في اضطرابات في الشركة في عام 2023.
القدرات المميّزة
يتميز Strawberry بقدرته على التفكير الرياضي المتقدّم، حيث يمكنه حلّ المشكلات الرياضية التي لم يسبق له مواجهتها من قبل. هذا شيء تعاني منه روبوتات الدردشة الحالية. بالإضافة إلى ذلك، يتمتّع ببرمجة متقدمة ومهارات أخرى تسمح له بالإجابة على أسئلة حول مواضيع ذاتية مثل استراتيجيات التسويق.
إن إصدار Strawberry المُخصّص ليصبح جزءًا من روبوت الدردشة هو إصدار أصغر وأبسط من الذكاء التوليدي. ويتمثّل هدف "أوبن إيه آي" في الحفاظ على نفس مستوى الأداء مثل النموذج الأكبر، مع كونه أرخص وأسهل في التشغيل. وفقًا للنشر، من غير الواضح ما إذا كانت هذه النسخة من Strawberry ستوفر أي تعزيزات للأداء لـ " شات جي بي تي " أو GPT-4 هذا العام.
دور Strawberry الأكبر
اكتشفت "أوبن إيه آي" أنها يمكن أن تستخدم النسخة الكبيرة من Strawberry لتوليد بيانات تدريب عالية الجودة لتغذية نماذج اللغة الكبيرة الخاصة بها. تُعرف هذه البيانات الناتجة عن الذكاء التوليدي بالبيانات "الاصطناعية". من خلال هذه البيانات، تقلّل الشركة من حاجتها لاستخدام النصوص والصور من الإنترنت لتدريب نماذجها. كفائدة إضافية، يمكن أن تساعد هذه البيانات في تقليل الأخطاء المعروفة باسم "الهلوسة"، التي تشتهر بها نماذج الذكاء التوليدي.
ومن المتوقّع أن يساعد Strawberry في حل مشكلة "أوبن إيه آي" في الحصول على بيانات كافية من العالم الحقيقي لاستهلاكها من قبل نماذج اللغة الكبيرة. نتيجة لذلك، يُقال إن الشركة تستخدم النسخة الكبيرة من Strawberry لتدريب خليفة GPT-4، المسمّى Orion يُعتقد أيضًا أنّ الذكاء التوليدي يمكن أن يُستخدم لتحسين وكلاء الشركة.
الثقة في Strawberry !
يبدو أن "أوبن إيه آي" واثقة بدرجة كافية لدرجة أنّها عرضت التكنولوجيا لمسؤولي الأمن القومي الأميركي. تقول الشركة إنّ العرض التوضيحي قد يكون مرتبطًا بمبادرتها لتكون أكثر شفافية مع صنّاع السياسات الذين يشعرون بالتهديد من قوة الذكاء. هذا التوليدي الإعلان مهمّ بشكل خاصّ بعد مغادرة العديد من قادة السلامة للشركة مؤخرًا.
من غير المعروف بالضبط متى سيتمّ إطلاق النسخة الأصغر من Strawberry هذا الخريف. سيتعيّن علينا الانتظار لمعرفة التاريخ وما إذا كانت هذه الوظيفة الإضافية ستمنح "أوبن إيه آي" خطوة إلى الأمام على منافسيها.