في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Science Robotics، قام فريق من الباحثين في جامعة كورنيل بقيادة أناند ميشرا وروب شيبرد بتطوير روبوتات هجينة بيولوجيًا باستخدام الفطريات. هذه الروبوتات، التي تتضمن مكونات فطرية، قادرة على التفاعل مع بيئتها بطرق تتجاوز إمكانيات الروبوتات الاصطناعية التقليدية.
الابتكار الرئيسي في هذه الدراسة هو استخدام الإشارات الكهربائية الفطرية للتحكّم في الروبوتات. والفطريات، التي تُعتبر الجزء النباتي تحت الأرض من الفطر، لديها القدرة على استشعار الإشارات الكيميائية والبيولوجية والاستجابة لها. وهذا يسمح للروبوتات الهجينة باستشعار بيئتها والتفاعل معها بطرق متعددة.
قام الفريق بإجراء تجارب تضمنت ثلاثة سيناريوهات رئيسية:
1- الاستجابة الطبيعية: حيث تحرّكت الروبوتات استجابةً للإشارات الفطرية الطبيعية.
2- التحفيز الضوئي: حيث تمّ تحفيز الروبوتات بالضوء فوق البنفسجي، ما أدّى إلى تغيير في حركتها.
3- تجاوز الإشارات الفطرية: حيث تمكّن الباحثون من تجاوز الإشارات الفطرية الأصلية بالكامل.
روب شيبرد أشار إلى أن هذه الورقة هي الأولى من بين العديد من الأوراق التي ستستخدم الفطريات لتوفير الاستشعار البيئي وإشارات الأوامر للروبوتات، ما يعزّز من استقلاليتها. وأوضح أن الفطريات يمكن أن تُستخدم في المستقبل لاستشعار كيمياء التربة في المحاصيل، وتحديد متى يجب إضافة المزيد من الأسمدة، ما قد يساعد في التخفيف من الآثار السلبية للزراعة، مثل ازدهار الطحالب الضارة.
أناند ميشرا أضاف أن الأنظمة الحيّة تستجيب لمجموعة متنوعة من المدخلات، مثل اللمس والضوء والحرارة، وحتى بعض الإشارات غير المعروفة، ما يجعلها مثالية للاستخدام في الروبوتات التي تعمل في بيئات غير متوقعة.