خاض رائدا فضاء من كبسولة تابعة لشركة "سبايس إكس" أوّل تجربة سَير في الفضاء عبر رحلة تنظّمها شركة خاصة، وكانا مربوطين بالمركبة "كرو دراجون" الفضائية، بينما كان رائدان آخران يراقبان من الداخل، على بُعد مئات الأميال من الأرض.
وخرج الملياردير جاريد إيزاكمان أوّلاً في حوالي الساعة 6:52 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، تلته مهندسة "سبايس إكس" سارة جيليس، ليصبحا أول شخصين غير منتميَين لمنظمة حكومية يقومان بمثل هذه الرحلة في الفضاء. وبُثّت التجربة كاملة مباشرة على موقع الشركة على الإنترنت.
ونجحت المهمة في ما يبدو في اختبار معدات، منها بدلات فضاء خفيفة وعملية لخفض الضغط بالكامل في مقصورة "كرو دراجون"، وهي تقنية يمكن استخدامها في مهام فضائية خاصة مستقبلية.
والرحلة واحدة من أكثر الرحلات خطورة حتى الآن لشركة الفضاء المملوكة لإيلون ماسك، وهي الشركة الخاصة الوحيدة القادرة على إرسال البشر بشكل دوريّ من وإلى مدار الأرض.
وقال إيزاكمان بعد خروجه من المركبة الفضائية بينما يلمع ضوء الكوكب نصف المضاء على بعد 700 كيلومتر: "في الوطن لدينا جميعاً الكثير من العمل الذي يتعيّن علينا القيام به، ولكن من هنا، تبدو الأرض بالتأكيد وكأنّها عالم مثاليّ".
ويمول إيزاكمان، وهو طيار ومؤسس شركة المدفوعات الإلكترونية شيفت 4، المهمة "بولاريس دون"، كما فعل في رحلته "إنسبريشن 4" مع "سبايس إكس" في عام 2021.
ورفض الإفصاح عن تكلفة الرحلة، لكن من المرجّح أنّ هذه المهمّات تكلّف مئات الملايين من الدولارات، بالنظر إلى سعر "كرو دراجون" البالغ حوالي 55 مليون دولار للمقعد في الرحلات الأخرى.
وأشاد مدير إدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" بيل نيلسون بتجربة السير في الفضاء. وساهمت "ناسا" في تمويل تطوير "كرو دراجون" منذ عقد من الزمن.
وكتب نيلسون على "إكس": "يمثّل نجاح اليوم قفزة عملاقة إلى الأمام لصناعة الفضاء التجارية وهدف "ناسا" طويل الأجل لبناء اقتصاد فضائيّ أميركيّ قويّ".