تسعى شبكة التواصل الاجتماعي "سناب شات"، التي تحظى بشعبية كبيرة بين المراهقين، إلى تعزيز صورتها كمنصة بهيجة ومفيدة، ولو من دون إقناع الجميع، عبر التمايز عن "إنستغرام" و"تيك توك" ومنصّات أخرى تتعرّض دوماً لانتقادات بسبب تأثيرها السلبي في الصحة النفسية للشباب.
وقال رئيس الشبكة الاجتماعية إيفان شبيغل، يوم الثلاثاء: "عندما أطلقنا سناب شات، كنّا نريد شيئًا مختلفًا. لم نكن نحبّ منصات التواصل الاجتماعي القائمة حاليًا".
وفي المؤتمر السنوي للمجموعة في سانتا مونيكا (لوس أنجلوس)، أشار شبيغل إلى كيف أطلقت شركته مقاطع الفيديو التي تُعرض بالطول، أو ما يُعرف بمنشورات الـ"ستوريز" التي تزول خلال 24 ساعة، وقد تمّ تبنّي هذا المفهوم في العديد لدى المنصات الأخرى منذ ذلك الحين.
وقال: "لا توجد نقرات إعجاب أو تعليقات، ثمة مشاركة وجهة نظرك فقط"، مضيفًا أن "ذلك حقق نجاحًا في المنصّة التي يستخدمها شهريًا أكثر من 850 مليون شخص، ونحن مستمرّون في النمو".
وعلى الرغم من أن هذا التطبيق أصبح وسيلة تواصل رئيسية للمراهقين، فإنّه لا يزال غير مربح وأقلّ أهمية من تطبيقات "ميتا" و"غوغل" ومنصة "تيك توك".
وغالبًا ما يُنظر إلى "سناب شات" على أنه التلميذ الجيد بنظر السلطات والجمعيات وأولياء الأمور الذين يشعرون بالقلق من العواقب الضارّة للمنصّات الاجتماعية على الشباب.
وقال باحثون من جامعة أمستردام في دراسة أشار إليها إيفان شبيغل أخيرًا: "لاحظنا أن الوقت الذي يقضيه الشخص في تصفّح تيك توك وإنستغرام ويوتيوب له تأثير سلبيّ على الصحة الذهنية. وعلى العكس من ذلك، كان للوقت الذي يقضيه الشخص في استخدام سناب شات تأثير إيجابي على الصداقات والصحّة".
قدر أكبر من الحرية
قالت أدريانا فيكيولي، وهي مبتكرة محتوى كانت تحضر المؤتمر: "إنه التطبيق الأقلّ ضررًا".
وتحدّثت عن الضغط الذي تشعر به الشابات، مثلاً، "لتبدو جميلات، بدل أن يكنّ على طبيعتهن"، مبدية إعجابها بأن منشورات السيلفي "تزول في سناب شات"، مما يمنح المستخدم قدرًا أكبر من الحرية، على حدّ قولها.
وبالنسبة إلى ماثيو بيرغمان، الذي أسّس منظمة للدفاع عن "ضحايا الشبكات الاجتماعية" أمام القضاء، من شأن عدم تخزين الرسائل تسهيل الأنشطة الإجرامية، مثل تبادل الصور الإباحية للأطفال أو الإتجار بالمخدِّرات.
ويقول المحامي: "تخيّل أن لديك صالة لألعاب الفيديو، وتعرف أن التجار يستخدمون غرفة في الخلف لبيع موادّ غير قانونيّة للأطفال. ستكون أنت المسؤول. لا يمكنك غضّ النظر عن الأنشطة الخطرة التي تروّج لها منصّتك".
وتمثل منظمته "180 من الآباء الذين قضى أطفالهم بسبب تسمّم بالفنتانيل بسبب أدوية فاسدة اشتروها عن طريق سناب شات".
وفي أكثر من 25 دولة، يستخدم ثلاثة أرباع الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و34 عامًا، تطبيق "سناب شات".
ولا تراسل ليلي، البالغة من العمر 14 سنة، سوى أفراد عائلتها وأصدقائها "المقرّبين جدًا"، بينما تستخدم مع الآخرين شبكة التواصل الاجتماعي "لأنه ليس من الضروري دائمًا التحدث"، وفق ما تقول لوكالة فرانس برس.
وتضيف: "يمكننا أيضًا إرسال الصور ببساطة، فهذا يجعلنا نواجه ضغوطًا أقلّ".
أشخاص غريبون
وهي تحبّ أيضًا المرشّحات (الفلاتر) الخاصّة بالواقع المعزّز والألعاب، وتتجاهل مشكلة المستخدمين السيّئين.
وتقول: "صحيح أن هناك أشخاصًا غريبين يحاولون إضافتك إلى لائحة متابعيهم والتحدّث إليك، لكنّني أحجب حساباتهم بشكل تلقائيّ".
لم يسمح لها والداها بعدُ باستخدام "إنستغرام".
ويرى ماثيو بيرغمان أن تطبيق الأشباح لا يختلف عن التطبيقات الأخرى. ويتّهم "كلّ هذه المنصات باعتماد النموذج الاقتصادي نفسه، الذي يتمثل باستقطاب المستخدمين قدر الإمكان، على حساب سلامتهم".
ويضيف: "تستخدم كلها الأساليب ذاتها لجعل الأطفال يعتمدون على الخدمات التي تقدّمها".
وتقول المحلّلة في "إي ماركتر"، جاسمين إنبرغ: "في نهاية المطاف، إن سناب شات، مثل ميتا، يشكل شركة تجارية"، مضيفة "عليها إيجاد توازن دقيق بين حماية مستخدميها وتوليد الإيرادات".
وتضمن المؤتمر السنوي إعلاناتِ منتجات جديدة لجذب منشئي المحتوى، بالإضافة إلى إيصال رسائل مطمئنة.
وافتتح إيفان شبيغل كلمته ببرنامج جديد لتوعية الآباء بشأن المخاطر الرقميّة.
وقال: "نعلم أن لدينا مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعنا، ونحن ملتزمون بإحداث تأثير إيجابيّ".