في سياق الجهود المتزايدة لتنظيم الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، أصدرت هيئة استشارية رفيعة المستوى تابعة للأمم المتحدة تقريرًا حديثًا، يؤكد الحاجة الملحة إلى حوكمة عالمية لهذه التكنولوجيا المتطورة. التقرير، الذي أعدّته لجنة مكوّنة من 39 خبيرًا دوليًا، يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمتلك إمكانيات هائلة لتحسين مختلف جوانب الحياة الإنسانية، بدءًا من تعزيز التقدم العلمي وتسريع النمو الاقتصادي، وصولاً إلى تحسين الرعاية الصحية والزراعة وكفاءة شبكات الطاقة. ومع ذلك، يحذّر التقرير من أن غياب تنظيم مناسب يمكن أن يؤدي إلى اقتصار فوائد الذكاء الاصطناعي على عدد محدود من الدول والشركات، مع احتمال خلق مخاطر جسيمة على السلام والأمن العالميين.
وتضمّن التقرير توصيات واسعة النطاق، من بينها إنشاء لجنة علميّة
دولية لتعزيز فهم عالمي مشترك لإمكانيات ومخاطر الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن الدعوة إلى حوار عالمي تحت مظلة الأمم المتحدة لترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي في حوكمة هذه التكنولوجيا. كذلك، اقترحت الهيئة إنشاء صندوق عالمي لدعم الذكاء الاصطناعي بما يضمن سدّ الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة، ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أعرب عن دعمه الكامل لهذه التوصيات، مشدّداً على أهمية تأسيس بنية تحتية عالمية شاملة ومرنة لحوكمة الذكاء الاصطناعي، في خلال قمة مستقبلية تهدف إلى معالجة التحديات العالمية الحالية والمتوقعة. غوتيريس كان قد أشار في مناسبات سابقة إلى خطورة ترك التكنولوجيا تتطور من دون تنظيم مناسب، مما قد يحول الذكاء الاصطناعي إلى "وحش خارج عن السيطرة"، ودعا إلى العمل الجماعي للحيلولة دون حدوث ذلك.