النهار

لأول مرة تبتسم... ليليان شعيتو تتجاوب وشقيقتها لـ"النهار": "لا نريد سوى أن يكون ابنها إلى جانبها حتى تتحسن"
لأول مرة تبتسم... ليليان شعيتو تتجاوب وشقيقتها لـ"النهار": "لا نريد سوى أن يكون ابنها إلى جانبها حتى تتحسن"
A+   A-
إبتسامة ارتسمت على شفتيها أعادت الأمل إلى عائلتها ومحبيها، ضحكتها التي كسرت جمود الغيبوبة التي تقبع فيها ليليان شعيتو جعلتنا نأمل خيراً مع بداية السنة الجديدة. خبر استفاقتها من الغيبوبة بعد انفجار بيروت المشؤوم في 4 آب أيقظنا جميعنا من سباتنا العميق، هي الإرادة التي نأبى أن نتركها برغم مآسينا وما اختبرناه في الأشهر الماضية من ألم وموت وخوف وفقر ومرض.
 
تُقاوم ليليان بجسدها الضعيف وإصابتها البليغة لتبقى على قيد الحياة، في مستشفى الجامعة الأميركية تُحاول الاستيقاظ من هذه الغيبوبة التي جعلتها أسيرة الفراش دون حراك منذ 5 شهور تقريباً. طفلها الصغير الذي أعطته الحياة، أصبح اليوم الأمل الذي سيُعيد لها الحياة. "الدنيا أمّ"، وهذا أكثر ما تحتاجه اليوم ليليان لتتمسك بالحياة وتعود إلى عائلتها.
 
عيناها، حركاتها البسيطة، سماعها لأصوات عائلتها، هي اليوم أمل الحياة. بدأت ليليان رويداً رويداً تستجيب ولو بأمور جداً بسيطة. والأمل الذي كان مفقوداً منذ شهور في النجاة أصبح اليوم حقيقة ومفاجأة حتى عند الأطباء.
 
تتحدث نوال شقيقة ليليان شعيتو لـ"النهار" قائلةً: "إن ليليان بعد الانفجار فتحت عينيها ولكن لم يكن هناك أي تجاوب. لم تكن تحرك يديها أو ساقيها، إلا أنه مع الوقت بدأت تتجاوب معنا عندما نطلب منها مثلاً أن تفتح فمها لتشرب المياه أو تحرك يدها عندما تسمعنا. إشارات صغيرة تؤكد لنا أنها تسمعنا وقادرة على التجاوب.
 
إلا أن المفاجأة كانت ليلة رأس السنة، عندما كنا نتحدث مع شقيقتي في الخارج عبر الـ video call ونضحك لنجد ليليان تبتسم معنا لأول مرة. في تلك اللحظة كانت الحياة كلها في تلك الإبتسامة، لقد أعادت لنا الأمل والفرح، إنها حقاً تبتسم. وفق الأطباء سيحسن وضع ليليان خلال الأشهر الستة المقبلة، هذا الأمل الذي وجده الأطباء اليوم كان مفقوداً في بداية مشوارنا مع الغيبوبة. لم يكن الاطباء يعولون كثيراً على تحسن حالتها، إلا أن تجاوبها اليوم قلَب كل المقاييس، وولّد الأمل من جديد.
 
برأي الأطباء، كانت ليليان تحتاج إلى معجزة، ولكن بالنسبة إلى عائلتها مؤشرات الحياة وتحريكها يدها ورجلها وعينيها كفيلة في أن تبعث فيهم الأمل. أما اليوم كبُر الأمل، ويحتاج إلى لمسة خاصة من طفل ليليان حتى تعود إلى حياتها وعائلتها.
 
 
 
ما جرى مع ليليان هزّنا جميعاً، وفرحة الناس بخبر استيقاظها من الغيبوبة أكبر دليل على محبة الناس وصدقهم. تستعيد ليليان وعيها ولكن ليس بالكامل، وتتجاوب معنا كما تقول شقيقتها نوال ببعض الأشياء وليس تجاوباً كاملاً. وكل ما نطلبه اليوم أن ترى ليليان ابنها لا أكثر ولا أقل، ولا نريد الدخول في تفاصيل عائلية أخرى، ما يعنينا اليوم أن نساعد شقيقتي على استعادة وعيها بالكامل.

وجود ابنها بقربها سيساعد ليليان في علاجها، وستجتاز شوطاً كبيراً في حال كان بقربها وشعرت به إلى جانبها. وتشدد الاختصاصية التي تعالج شقيقتي، على أهمية أن ترى ليليان ابنها وتحتضنه وتسمع صوته، وهذا ما نطالب به من أجلها. فما يهمنا اليوم أن تنتصر على غيبوبتها وحالتها الصحية التي تتحكم بحياتها منذ 5 أشهر.
 
لم نرَ ابن ليليان منذ شهرين، اشقتنا إليه أيضاً إلا أن ما يهمنا اليوم هو ليليان وصحة ليليان وحياتها، وهي بحاجة إليه حتى تتحسن، ونأمل أن تتمكن من رؤيته أو الحضور حتى تحتضنه وتشم رائحته وتشعر به إلى جانبها.
 
تحاول ليليان أن تتحدث وكأنها تريد أن تقول شيئاً ولكنها عاجزة عن ذلك. ولا يعرف الأطباء ما إذا كانت قادرة على الكلام أم لا. ونبحث مع الأطباء اليوم عن إمكانية تغيير الجهاز في رقبتها لتكشف لنا حقيقة ما إذا كانت ليليان تحاول أن تقول شيئاً.
 
برأي نوال: "ما زال أمامنا مشوار طويل، علاج ليليان موجود في الخارج ونأمل أن نتمكن من إيجاد طريقة لتسافر إلى تركيا أو ألمانيا حيث توجد مراكز متخصصة لمثل حالة ليليان. ونطلب من الله أن يساعدنا في ذلك، وأملنا بالله كبير".
 
أكثر ما تحتاجه ليليان اليوم هو أن يكون طفلها إلى جانبها وصلواتنا التي ترافقها لتستعيد وعيها كاملاً. هي تقاوم منذ شهور، متمسكة بالحياة بالرغم من غدرها، تحاول جاهدة أن تستجيب، ونجحت بالفعل في قطع شوط لا بأس به. نأمل أن تعود إلى حياتها وتُعيد لنا ما فقداناه في ذلك النهار المشؤوم الأمل وبأن "لا شيء مستحيل".
 

اقرأ في النهار Premium