وفق دراسة كبرى أجريت في آسيا، يظهر أن المتزوجين أقلّ عرضة للوفاة في مرحلة مبكرة بالمقارنة مع العازبين والمطلّقين.
في المقابل، يظهر أن العازب والمطلّق أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 15 في المئة، وفق ما نشر في Doctissimo.
هل الزواج فعلاً عامل إيجابيّ يطيل العمر؟
هذا ما توصّلت إليه الدراسة الواسعة، التي أجراها الباحثون، وتناولوا فيها ملفات طبيّة، تخطّى عددها النصف مليون. أمّا الأشخاص الذين تناولتهم الدراسة فهم في الخمسينات من العمر، ويعيشون في آسيا، وبلغ عددهم 623140 شخصاً. وكانت النسبة الكبرى من الأشخاص المشاركين في الدراسة من المتزوّجين، وبلغت 86,4 في المئة.
وخلال 15 عاماً هي مدّة الدراسة، سُجّلت 123264 حالة وفاة، حصلت في معظمها بسبب إصابات بالسرطان (41362 حالة) وأمراض لها علاقة بالأوعية الدموية
الدماغيّة (14563 حالة) وأمراض تنفسيّة (13583 حالة).
وفق النتائج التي توصّل إليها الباحثون في الدراسة، فإنّ الأشخاص المتزوّجين هم أقلّ عرضة بنسبة 15 في المئة للوفاة في مرحلة مبكرة عامةً، أيّاً كانت أسبابها، بالمقارنة مع العازبين والمطلّقين. وقد أخذ الباحثون بعين الاعتبار الحوادث الشائعة بنسبة 20 في المئة كمشكلات القلب والإصابات، فتبيّن لهم أن الرجال هم أقلّ ميلاً إلى السلوكيات التي يُمكن أن تُشكّل خطراً.
وفي الواقع، يستفيد الرجال بشكل خاصّ من هذه "الحماية" التي يؤمّنها عنصر الزواج، إذ تنخفض معدّلات الوفيات بينهم بشكل خاصّ، بالمقارنة مع النساء اللواتي يستفدن بمعدّلات أقلّ. وقد يكون السبب وراء ذلك طريقة توزيع المهام والواجبات المنزلية عادةً بين الرجل والمرأة ومسؤولية الأطفال أيضاً، ممّا يمكن أن ينعكس على الأثر الإيجابي الموجود عادةً في الزواج.
في المقابل، بعكس المتزوجين يبدو أن غير المتزوجين أكثر عرضة للوفاة بسبب الأمراض القلبية والوفاة المبكرة بشكل عام أياً كان السبب وراء ذلك.
وقد يكون السبب وراء هذه الحماية، التي يؤمنها الزواج، أنّ الشريك يشجّع الآخر على استشارة الطبيب والمتابعة الطبية والتقيّد بالعلاجات في حال وجود مشكلة صحيّة. ومن نواحٍ أخرى، قد يساهم الوضع الاجتماعي الأفضل، ونمط الحياة الصحيّ في الزواج، بمعدّل أكبر بعدُ في الاستفادة بشكل أفضل على هذا المستوى.
أما العازبون والمطلّقون فتتراجع الصّحة لديهم، وهم أكثر عرضة لأمراض الأوعية الدموية في الدماغ كالجلطات وغيرها. وتبرز مسبّبات الوفيات كلّها أكثر دائماً لدى غير المتزوّجين كالسرطان وأمراض القلب والإصابات بأنواعها. لكن وجود علاقة لا يعني حكماً أن الزواج هو سبب محتم لإطالة سنوات العيش - بحسب الباحثين - ولا يُمكن التعميم بالمطلق، لأن عوامل عديدة يمكن أن تؤدي دوراً في ذلك أيضاً.