النهار

مدرّبة هندية تتحدث لـ"النهار" عن أهمية اليوغا للأطفال... خطوة بخطوة
فرح نصور
المصدر: "النهار"- الشارقة
مدرّبة هندية تتحدث لـ"النهار" عن أهمية اليوغا للأطفال... خطوة بخطوة
مدربة اليوغا يميني مثنى.
A+   A-
باتت ممارسة اليوغا اتجاهاً رائجاً في السنوات الأخيرة. وشهدت هذه الرياضة إقبالاً كثيفاً، سواء من ممارسيها أو ممَّن يريد تعلّمها لتدريسها. وانسحب الأمر أخيراً على يوغا الأطفال، غير أنّه لم يحظَ بعد برواج يوغا الكبار، رغم أنّها تحمل منافع عديدة يجب التركيز عليها لدى الأطفال. بالتالي نسأل: لماذا علينا تعليم اليوغا لأطفالنا؟

 تجيب عن هذا السؤال مدربة اليوغا الهندية وكاتبة كتاب Yoga for Children Step by Step  يميني مثنى في حديثها لـ"النهار"، بأنّ "اليوغا هي وسيلة ليبقى الأولاد سعداء ونشيطين". الأمر لا يتعلق باللياقة البدنية والرياضة، بل بالصحّة الروحية والاعتناء بها لنبقى سعداء.
 
جميع الأطفال يحتاجون إلى منفذ للتعامل مع الضغوط التي يواجهونها، كما أنّ نظام التعليم المعاصر ونمط الحياة يضعهم تحت ضغط كبير. وتختلف درجة التوتر من طفل إلى آخر، حسب العمر والبيئة التي يعيشون فيها. وتشرح مثنى أنّ اليوغا هي الطريقة المثلى لتحقيق الانسجام للعقل، ومساعدة الأطفال على بناء حياة أكثر صحّة وسعادة. وتتميّز يوغا الأطفال بالعديد من وضعيات اليوغا، إلى جانب إعطاء إرشادات خطوة بخطوة وتعليمات مفصَّلة للبالغين لمساعدة الأطفال وتوجيههم.
 
 
وحلّت يميني ضيفة في مهرجان "الشارقة القرائي للطفل"، حيث أقامت ورشة عمل حضرها عدد كبير من الأطفال بحماسة وتفاعل كبيرين. وكانت الورشة تثقيفية-عملية بحيث شارك الأطفال مثنى وضعيات يوغا درّبتهم عليها، وحدّثتهم عن أهمّية هذه الممارسة في يومياتهم المدرسية والحياتية.

في كتابها Yoga for Children Step by Step خصّصت مثنى أبواباً لمعالجة المشكلات التي يواجهها الأطفال في سنوات نموّهم. وجمعت هذه الأمور بناءً على ملاحظاتها أثناء تفاعلها مع الأطفال على مر السنين.

وبرأيها، أفضل عمر لبدء اليوغا هو 8 سنوات، بحيث يمكن للطفل في هذا العمر فهم تقنيات هذه الممارسة، ويكون الجسم قد نما أيضاً، كذلك الأمر بالنسبة إلى بنية العظام، وتكون العضلات جاهزة للتمدّد.
 
 
وتتّجه يميني في كتابها إلى الأطفال من عمر 8 إلى 16 عاماً بتقنيات تساعدهم على النموّ بطريقة أفضل، وحتى تساعدهم على إطالة قامتهم من خلال التركيز على بعض المناطق في الجسد، من خلال تمديد العضلات، وصولاً إلى الجهاز العصبي وإراحته.

وتختلف يوغا الأطفال تماماً عن يوغا الراشدين، وفق مثنى، فهناك وضعيات للكبار ممنوع أن يمارسها الأطفال.

وبحسب مثنى، تفاعل الأطفال مع اليوغا يكون حماسياً جداً، على عكس صفوف اليوغا التي تُعطى للكبار عندما نجبرهم على تخلّيهم عن جميع أفكارهم وإسكات عقولهم عن التفكير. لكن الأمر يختلف مع الصغار، بحيث إن عقولهم نشيطة جداً، ولا نريدها أن تسكت بل نريدهم أن يفرّغوا طاقتهم. لذلك، تقنيات تعليم الأطفال تختلف عن تقنيات تعليم الكبار، لكن في النهاية ممارسة اليوغا للأطفال حديثة، وعلينا أن نبدأ بتمهيدها لهم، وفق مثنى.

 
 
وعن أهمية التنفّس السليم للأطفال، تشرح مثنى أنّ أهمية هذه التقنيات في اليوغا الكبار شبيهة بيوغا الصغار، وهي تقنيات مفيدة جداً، وهي حوالي ثماني تقنيات منها الشهيق والزفير ومنها الـbhramari التي تنشئ نوعاً من الذبذبات في العقل.
 
وفي محاولة لترغيب الأطفال باليوغا، تشرح لهم أنّه بينما يجب الاعتناء باللياقة البدنية التي تشمل العظام والعضلات، يجب أيضاً الاعتناء بالصحة المعنوية والعافية النفسية والروحية والطاقة الداخلية للجسم، وهو ما نصفه بالـwell-being. لكن الاطفال لا يمكنهم فهم هذا المصطلح، ولا فائدة اليوغا في تأمين هذه الراحة لهم، وفق مثنى.
لذلك، تشرح لهم أنّ اليوغا قادرة على جلب السعادة لهم، إلى جانب إبقائهم أقوياء جسدياً، "فهناك أشخاص أقوياء جسدياً لكنّهم ليسوا سعداء". والشعور بالسعادة يأتي عبر تقنيات في اليوغا، منها التنفس الذي يجب دمجه بيومياتنا العادية، وإلى أيّ مدى يمكن للمرء أن يشعر بالسلام بغضّ النظر عمّا يدور حوله من أجواء سلبية ومشاكل.

وعلى الأطفال أن يدركوا أنّ "اليوغا تمنحهم التمتّع بحياتهم وبدراستهم وبأكلهم وجميع نشاطهم، فإن كان الطفل سعيداً فسيرى الوردة أكثر جمالاً". لذلك، تكمن أهمية اليوغا في جعل الطفل يعتاد على تقنيات تنفّس ووضعيات جسدية تناسب عمره لتحفيز وتقويه نقاط الطاقة في جسمه.

اقرأ في النهار Premium