يعتقد البعض أن الكحول والسجائر، أخطر ما يمكن أن يُسبّب الأمراض للإنسان نظراً لانعكاساتها الخطيرة على الصحة، إلاّ أن تقرير صحيفة "واشنطن بوست"، الذي صدر عن معهد سياسة الطاقة بجامعة شيكاغو من استنشاق الهواء الملوث، قال إن "التلوث يقلّل متوسط العمر المتوقع العالمي بأكثر من عامين ممّا يزيد خطورته على الحياة مقارنة بتدخين السجائر أو شرب الكحول أو الصراع والإرهاب".
وأشار التقرير إلى أن تلوّث الهواء بمزيج من جزيئات الدخان والأبخرة والغبار ظل مرتفعاً، على الرغم من انتشار وباء كورونا الذي أدّى إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي، في حين أن قادة العالم لا يبذلون الجهد الكافي لحل المشكلة.
هذا ويمكن أن يؤدّي تلوث الهواء إلى الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب والشرايين وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ويقول التقرير إن تلوث الهواء يخفض متوسط العمر المتوقع العالمي بمقدار 2.2 سنة.
بالمقارنة، فإن تدخين السجائر يخفض متوسط العمر المتوقع بنحو 1.9 عاماً، بينما شرب الكحول يقلّله بمقدار ثمانية أشهر.
ووفقاً لمؤشر جودة الهواء، تؤدّي المياه والصرف الصحي غير المأمونة إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع لمدة سبعة أشهر، بينما يقلل الصراع والإرهاب من متوسط العمر العالمي المتوقع تسعة أيام فقط.
يقول الباحثون في التقرير، إن تلوث الهواء "يكاد يكون من المستحيل تجنبه"، على عكس السجائر أو الكحول.
وتعد جنوب آسيا هي المنطقة الأكثر تلوثاً في العالم ويكون تنفس الهواء فيها أكثر فتكاً. ويأتي ارتفاع مستويات التلوث مع تطور المنطقة وزيادة عدد السكان، ممّا يؤدّي إلى زيادة استخدام الوقود الأحفوري.