تعتبر اضطرابات الأكل من الأمراض النفسيّة والجسديّة، وتتصل بسلوكيات الناس من جميع الأعمار والأجناس والأوزان. وفي أغلب الأحيان، تبدأ هذه المشاكل في سنّ المراهقة، عندما يكون المراهق مهتماً بالتغيّرات التي تطرأ على جسمه. ومع ذلك، هذا لا يمنع الأطفال الصغار أو حتى كبار السن من تطور هذه الاضطرابات أيضاً لديهم.
انطلاقًا من أهمية هذا الموضوع، شرحت الاختصاصية في مجال الاضطرابات الغذائية، جوانا جليلاتي، عن مسببات هذه الحالة الصحية ومدى مساهمة المنصات الاجتماعية في زيادتها، لا سيما لدى فئة الشباب.
ما هي أسباب اضطرابات الأكل؟
لا يُعرف السبب الدقيق وراء اضطرابات الأكل، لكن، يرجّح أن تكون مزيجاً من العوامل الخارجيّة والداخليّة. إذ تعتمد العوامل الداخلية على سمات شخصية معينة للأفراد تجعلهم أكثر عرضة إلى تطوير اضطراب الأكل، وتشمل: السعي وراء الكمال، النقص في ثقة الفرد بنفسه والتفكير الجامد.
أمّا بالنسبة إلى العوامل الخارجيّة، فتعتبر من المسبّبات الأساسيّة منذ ظهور هذه المشاكل. وتتضمّن: صدمة الطفولة، الاعتداء الجنسي، العلاقات المدمّرة، انفصال الأهل أو تصفّح منشورات مؤذية في مواقع التواصل الاجتماعي.
توضح جليلاتي أنّه مع تعدّد المنشورات التي لا تخضع للرقابة في شبكات مواقع التواصل الاجتماعي، يتأثّر الجيل الصاعد سلباً عندما يتعلّق الأمر بكيفيّة اكتشافهم لذاتهم وخصوصاً جسدهم وعادات أكلهم، مما يجعلهم يتجهون إلى أبعد الحدود والاعتماد على سلوكيات الأكل غير الصحي مثل وضع قيود لتناول الطعام، تجويع النفس والحرمان، التقيّؤ المتعمّد أو الإفراط في ممارسة الرياضة. وتعتبر كل هذه الأمثلة أعراضاً لاضطرابات الأكل وهي لا تهدد جسم الفرد فحسب، بل تهدد صحته العقلية وحالته العاطفية وسلامته العامة.
ما هي أقسام اضطرابات الأكل؟
قسمت الاختصاصية في مجال الاضطرابات الغذائية هذه المشكلة الصحية إلى نوعين:
الأول: أنواع شائعة ومعروفة ومنتشرة على نطاق واسع كفقدان الشهية العصبي والشره المرضي العصبي واضطراب في تناول الطعام.
الثانية: أنواع غير شائعة: قد تسبّب تهميش الأفراد من المجتمع مثل الأورثوركسيا والبيوغريكسيا و "OSFED" و"ARFID".
ما هي أبرز الأعراض؟
لكلّ نوع من اضطرابات الأكل، أعراض خاصة به. ولكن، بشكل عام، تظهر علامات شائعة يمكن أن تساعد الناس للبقاء على حذر من وجود اضطراب في الأكل. ومن أهمها:
- التزام بقيود صارمة أثناء تناول الطعام.
- فقدان الوزن أو زيادته بشكل كبير.
- خوف شديد من زيادة الوزن.
- الخروج عن السيطرة أثناء تناول الطعام.
- تخيّل صورة معاكسة للجسم (جسم أكبر أو أصغر من الواقع).
- الإفراط في تناول الطعام: تناول كمية كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة.
- الشعور بالذنب والندم بعد تناول الطعام.
- التعويض عن الطعام الذي تناوله. فتشمل طرق التعويض التقيّؤ المتعمّد أو الاستخدام غير السليم للأدوية المسهّلة أو الإفراط في ممارسة الرياضة.
وحول علاجات هذه المشكلة، تكمن الخطوة الأولى في زيارة اختصاصي اضطرابات أكل للحصول على تشخيص منه. وذلك لأنّه قادر على تقييم حالتك واكتشاف نوع اضطراب الأكل، تواتره، وحدّته. وبعد التشخيص، يُحال إلى اختصاصي تغذية أو طبيب صحّة عامّة أو طبيب نفسي إذا لزم الأمر.
كذلك، يجب أن يشمل علاج اضطرابات الأكل اللجوء أولاً إلى علاج نفسي، لأنهم إذا لم يخضعوا لجلسات علاج، لن يستطيع الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات فهم السبب الذي يدفعهم إلى ذلك ولن يستطيعوا التغلب عليه.