النهار

"فرصة جديدة في الحياة"... زراعة رئة وكبد معًا في عملية جراحية نادرة
المصدر: النهار
"فرصة جديدة في الحياة"... زراعة رئة وكبد معًا في عملية جراحية نادرة
عملية نادرة ومعقدة لزراعة الكبد والرئة.
A+   A-
 
كان كلّ شيء طبيعيّاً قبل العام 2017 بالنسبة إلى الممرض باتريسيوا كوليرا إلى أن انقلبت حياته رأساً على عقب، وبات يعتمد على آلة الأوكسجين كلّ الوقت، بعد تشخيص مرض لديه أصاب الرئة والكبد.
 
وضع كوليرا حياته على المحكّ بموافقته على إجراء عمليّة نادرة ومعقّدة للغاية لزراعة الرئة والكبد، لكنّه أصرّ على ذلك لأنّ حياته أصبحت بائسة. وللمفارقة أنه بعد عمله في التمريض لسنوات، وجد كوليرا نفسه أسير مرض جعله يترك كلّ شيء.
 
بعد أن تمّ تشخيص كوليرا بمرض في الرئة والكبد في العام 2017، ترك مسيرته التمريضيّة، والمهنة التي أحبّها، بسبب مشكلة التنفس التي شكّلت تحدّياً كبيراً له إلى درجة أنه اعتمد على الأوكسجين طوال الوقت.
 
وفق كوليرا رفضت المستشفيات استقباله بسبب خطورة حالته العالية، لكنّه أصرّ على المواجهة. "أخذني مستشفى "نورث وسترن"، وأكّد لي الفريق المشرف أنّهم سيُجرون لي عمليّة زرع الكبد والرئة في الوقت نفسه، فشعرتُ بسعادة عارمة".
 
 
بعد 10 أيام من إدراج اسمه في عمليّة الزرع، تلقّى كوليرا المكالمة التي ستُنقذ حياته في النّهاية. كان الواجب يقتضي العمل بسرعة مضاعفة وبكفاءة للتأكّد من نجاح العمليّة.
خضع كوليرا لعمليّة الزرع في آب، وهو اليوم يحتفل بمرور 3 أشهر على نجاح العمليّة. عندما استيقظ من العملية تساءل "هل أنا أحلم؟ هل ما زلتُ على قيد الحياة؟ فأجابته الممرضة: "أنتَ على قيد الحياة يا رجل!".
 
يؤكّد الدكتور ساتيش نادج أحد الأطباء الذين شاركوا في هذه العمليّة الجراحية أن "واحدة من القضايا الحاسمة أثناء عمليّات زرع الأعضاء المتعدّدة مثل الرئة والكبد هو الوقت الذي تبقى فيه هذه الأعضاء خارج جسم الإنسان".
 
ويضيف "لقد عمل الجميع في وئام تام، وشارك نحو 20 شخصاً في قاعة رقص منسّقة كما نحبّ أن نُسمّيها للتأكّد من نجاح العمليّة، التي تُعتبر الأولى التي يجريها هذا المستشفى، والعاشرة على مستوى الولايات المتّحدة".
 
يشعر الممرّض السابق في مستشفى "نورث وسترن" كوليرا بأنه حصل على فرصة جديدة في الحياة بعد خضوعه لهذه العمليّة النادرة. واليوم يريد مشاركة قصّة بقائه على قيد الحياة لإلهام المرضى الذين يواجهون ظروفاً مماثلة.
 
 
يختم كوليرا قائلاً "أنا سعيد، وممتنٌّ للغاية، لأنّني أتحدث إليكم من دون وجود أيّ أنبوب أوكسجين في أنفي. وأريد أن أشكر المتبرّع الذي لا أعرف هُويّته على الكبد والرئة المثاليّتين. وأنصح كلّ الأشخاص بأن يهتمّوا بصحتهم عندما يكونون شباباً. لقد كنتُ أشرب وأدخّن كثيراً. فعندما تكون صغيراً تشعر بأنّك سوبرمان لكن اليوم أدركت كم أن الحياة ثمينة". 

اقرأ في النهار Premium