النهار

هذه التشوهات قد تحصل في التجميل... وإليكِ ما يمكن تصحيحه!
A+   A-

تطوّر كبير حصل في عالم التجميل في السنوات الأخيرة، سواء على صعيد عمليات التجميل، أو تقنيات التجميل غير الجراحيّة، التي يظهر الكثير منها فيفتح المجال لتعدّد الاختيارات.

لكن التطوّر الكبير في عالم التجميل على مستوى العمليّات والتقنيات غير الجراحيّة لم يحدّ من حصول تشوّهات لدى الكثيرين، خصوصاً النساء. ويمكن للتشوّهات أن تحصل لأسباب عدّة، بحسب الطبيب الاختصاصي في جراحة التجميل والترميم الدكتور هنري إسطفان. فالسبب قد يكون خطأ طبيّاً، أو مضاعفات طبيعية، أو إهمالاً، أو قلّة خبرة كما نشهد في الآونة الأخيرة.

 

 

ما الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حصول هذه التشوّهات الناتجة عن عمليات التجميل؟

يبدو واضحاً أنه مع الأزمة الاقتصادية اتّسع المجال أمام التهاون في مجال التجميل. فحالات التشوّه على أثر اللجوء إلى تقنيّة تجميليّة أو عمليّة جراحة تزايدت، بسبب تراجع القدرة الشرائية للناس، ولجوئهم إلى غير الأطباء من الذين يفتقدون الخبرة والاختصاص والكفاءة، أو الذين يعتمدون المستحضرات الأرخص ثمناً والأقلّ جودة، وفق ما يُوضح إسطفان. لكن لا بدّ من التوضيح بأن التشوّهات يُمكن أن تحصل لأسباب عديدة لا بسبب الإهمال أو أخطاء من هذا النوع دائماً.

فالمشكلات متوقّعة أحياناً، وتبدو طبيعية. فعند القيام بأي عمليّة يُعتبر الخطر موجوداً بنسبة معيّنة، علماً بأن خطر حصول اشتراكات يزيد أو يخفّ بحسب طبيعة العمليّة.

بشكل عام، يُعتبر خطر حصول اشتراكات مع طبيب متخصّص وماهر أمراً بسيطاً، ولا يتخطّى نسبة الـ1،5 أو 2 في المئة. لكن من الطبيعي أن يزيد الخطر إذا كان مَن يخضع للجراحة من المدخّنين أو يعاني السمنة أو أيّ مشكلات صحيّة. في كلّ الحالات، يعتبر حصول الاشتراكات ممكناً، ولا يُستبعد في أيّ عمليّة، وتحديداً في عمليّة التجميل.

أمّا بالنسبة إلى الخطأ الطبي فوارد أيضاً، إلا أنّه نادر عندما يكون جرّاح التجميل أو الطبيب المتخصّص ماهراً ويتمتّع بالخبرة ويلتزم المعايير المطلوبة. هذا، دون أن ننسى اعتبارات أخرى ترتبط بذوق المرأة وتوقّعاتها من أيّ عمليّة أو تقنيّة تلجأ إليها؛ فيمكن ألا تأتي النتيجة منسجمة مع توقّعاتها ورغباتها.

ما التشوهات التي يمكن التعرض لها في حال اللجوء إلى التجميل؟

عند اللجوء إلى تقنيّة الليزر يمكن أن تتسبّب زيادة حدّة الأشعة بالتعرّض لحروق، ما يستدعي وجود طبيب متخصّص يُدير الجلسة. أما بالنسبة إلى تقنيتي البوتوكس والفيلر فيعتبرهما الأطباء أسهل التقنيات التجميلية، إنّما يبقى الاختصاص ضروريّاً لتجنّب المضاعفات.

فالبوتوكس الذي يُشكّل العضل يُمكن أن يُحقن في الموضع الخطأ ويُصيب عضلاتٍ لا يجب التعرّض لها. يُمكن أن يُصاب عصب الجفن أحياناً من دون أن يكون ذلك ناتجاً عن إهمال أو خطأ بل نتيجة انتقال المستحضر من الموضع الذي حقن به نحو عصب الجفن فيشلّه.

يؤكّد إسطفان أن هذا لا يحصل إلا نادراً، وهي مسألة لا يمكن التحكّم بها، في الوقت الذي لا يشكّل البوتوكس أبداً خطراً على النّظر. كذلك يُمكن أن يُحقن البوتوكس في موضع خطأ أحياناً، وهذا ممكن. أمّا أن تُصبح المرأة مثلاً عاجزة عن البلع فالسبب يكون قلّة الخبرة وعدم الاختصاص وحقن كميات زائدة من البوتوكس.

لا بدّ إذاً من التشديد على أن البوتوكس لا يُمكن أن يوضع في العضلات كافة، بل في العضلات الخاصّة بالتعبير فقط. الحلّ الوحيد عندها هو الانتظار خلال أشهر عدّة حتى تزول النتيجة مع زوال المستحضر تدريجاً.

في المقابل، مع الفيلر تزيد المشكلات مقارنة بالبوتوكس، بحسب الطريقة التي يحقن فيها. ثمة أهمية كبرى للموضع الذي يحقن بالمادة، حيث يجب عدم المساس بالشرايين. ثمة أدوية خضعت لدراسات كثيرة وباتت معتمدة، أمّا المساحيق التي لم تخضع لدراسات فمن الطبيعي أن تزيد المشكلات عند استخدامها.

ومن هذه المساحيق ما يسبّب تحجّراً في موضع الحقن كالشفتين، ومنها ما يسبّب التهابات أو غيرها من التشوّهات. ويمكن أن يؤدّي حقن الفيلر إلى انسدادٍ في الشرايين بسبب موت الجلد... ولا بدّ من الانتظار حتى يزول المستحضر من الجسم.
تعتبر مشكلات التجميل بمعظمها قابلة للتصحيح، لكنها أحياناً تبقى دائمة عندما تقضي على الأنسجة كافة.



لماذا تحصل مضاعفات في أغلب عمليّات شفط الدهون؟

المضاعفات التي تحصل مع شفط الدهون ترتبط بنوعيّة الجلد، التي يجب أن تكون جيّدة، لأن الترهّل يؤدّي إلى نتيجة سيّئة حيث يظهر تجوّف في الجلد وترهّل زائد. المطلوب في هذه الحالة شدّ الجلد مع شفط الدهون. تعتبر المعاينة مهمّة جداً لذلك، كما أنّ ثمّة مواضع يزيد خطر حصول فجوات فيها بعد الشفط، ويجب أن يتمّ بطريقة سطحيّة أو لا يمكن الشفط منها بسبب الشرايين الموجودة مثل الجهة الخلفيّة من الفخذ.

خبرة الطبيب وتخصّصه من المسائل الضروريّة مع عمليات التجميل كافة، فهو قادر على المعاينة الصحيحة والتأكّد من عدم وجود مشكلات صحيّة أيضاً، وعدم تعرض المرأة لجلطات سابقة. فالوعي ضروريّ، وحسن اختيار الطبيب الماهر أيضاً تجنّباً للتعرّض لتشوّهات أو مشكلات أو مضاعفات لا يمكن الرجوع عنها لأنه منها ما لا يمكن تصحيحه، كما أن تصحيح التشوّهات سريعاً ومباشرة عند حصولها يكون أسهل مع الطبيب الاختصاصي.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium