تحتفل عائلتان في مدينة لوس أنجليس الأميركية بالحياة من جديد، بعدما تبرع شخصان بالأعضاء لأشقاء بعضهما البعض، ما يُلقي الضوء على التطور المتسارع لعمليات زرع الأعضاء.
عندما وُلدت جوسلين كاسياس البالغة من العمر 28 عاماً، كانت القنوات الصفراوية في كبدها مشوهة.
تمكنت من أن تعيش حياة طبيعية نسبياً حتى العام 2018. تقول إنه "في تلك المرحلة أُدرجت ضمن قائمة لإجراء عملية زرع كبد".
لم يكن أمامها سوى الانتظار حتى يموت شخص يتمتع بكبد سليم حتى تعيش هي، فيما الخيار الثاني كان بمطالبة أفراد الأسرة بأن يكونوا متبرعين بالكبد على قيد الحياة.
أظهرت اختبارات الدم في USC Keck Medicine أن أعضاء شقيقها الأصغر شاول كانت مطابقة لأعضائها. ومع ذلك، لقد رُفض لأن التحليلات أظهرت أنها غير متوافقة مع نتائج جوسلين.
وفي الوقت نفسه، كانت عائلة أخرى تُجري اختبارات زرع الكلى، وفق تقرير "سي أن أن".
يشرح جايمي روشا البالغ من العمر 40 عاماً أنه وُلد بكليتين صغيرتين. واضطر أن يخضع لغسيل الكلى 3 مرات في الأسبوع إلى حين ايجاد شخص يتبرع بكليته بعد وفاته.
عندما أخبره الأطباء عن خيار العثور على متبرع بالكلى على قيد الحياة، سعت شقيقته الأصغر لمدة عام إلى خسارة 34 كيلوغراماً لتصبح مؤهلة للتبرع له. وتوضح شقيقته كاتيا قائلة "لقد كنا متطابقين تماماً لكن كان لدي الكثير من الشرايين والأوردة حول كليتي، ما جعل الأمر شديد الخطورة".
هكذا وجدت العائلتان نفسيهما أمام حائط مسدود وظنتا أنهما فقدتا الأمل في إيجاد متبرع حتى سمعوا بالخيار الثالث وهو "مبادلة الأعضاء".
اقترح الأطباء قيام شاول وكاتيا بتبديل أعضائهما للتبرع لأشقاء بعضهما البعض.
لا تُخفي جوسلين استغرابها، برأيها "ما هي فرص العثور على شخصين آخرين متوافقين تماماً؟" والمفاجأة كانت نتائج الفحوصات التي أظهرت تطابقاً مثالياً نادراً لأربعة أسخاص.
بعد أسبوعين، خضعوا للعملية. ويؤكد أحد الأطباء أنها "المرة الثانية فقط التي يحدث فيها هذا الأمر".
بقيت هويتهم سرية حتى اكتمل الإجراء وتعافى الجميع. "عندما التقوا للمرة الأولى" يقول جايمي كان "الأمر أشبه بعائلة واحدة".
تقول جوسلين "نحن هنا مع هذه الفرصة الجديدة للحياة. كان أجمل شعور عند رؤيته لأنني رأيتُ نفسي فيه". وتضيف "أشعر أن صلاتي أستُجيبت".
مرّ 6 أشهر على عملية زرع الأعضاء. ويشير الطبيب إلى أنه "حتى لو كان هناك متبرع لا يستطيع التبرع لسبب معين، سنظل قادرين على إيجاد حلول أو اتباع طرق أخرى". لكن عمليات تبادل الأعضاء المعجزة لن تنجح إذا لم يتواجد متبرعون لديهم هذه الرغبة، خاصة في مجتمعات الأقليات.
وانطلاقاً من قصتهما، تدعو العائلتان اليوم الناس إلى التفكير في منح هبة الحياة. وفق جوسلين "لم يتم انقاذ حياتي وحياة جايمي فحسب، بل تمت إزالتنا من القائمة ولكن تمكن شخصان آخران من أن يجدا مكاناً ضمن القائمة".
ويعتبر جايمي أن "الأشخاص من أصل إسباني يشعرون بالخوف. ولكن في النهاية الأمر يستحق كل هذا العناء. فهو سينقذ حياتنا وحياة الآخرين".