حتى اللحظة، يقتضي الكشف عن سرطان القولون اللجوء إلى المنظار، ما قد يتطلّب التخدير ودخول المستشفى. تُعتبر هذه الوسيلة التشخيصية مزعجة وتشكّل هاجساً لكثيرين. ثمة فحص للدم يستطيع الكشف عن ذلك المرض، وقد يصبح معتمداً على نطاق واسع، بحسب ما نُشر في CNN.
تجاوز رهبة الفحوص
حتى اليوم، قد تلعب الطريقة المعتمدة للكشف عن سرطان القولون دوراً في الحدّ من التوسع في تشخيصه، باعتبار أنها لا تبدو وسيلة عملية للتشخيص، ولها رهبة بالنسبة لمن يخضع لها.
في المقابل، يمكن تشخيص حالة سرطان الثدي مثلاً باللجوء إلى صورة شعاعية بكل بساطة.
وبالتالي، تكثفت الجهود لتوفير وسيلة أكثر سهولة لتشخيص سرطان القولون الذي ترتفع معدلات الإصابة به في السنوات الأخيرة، سواءً لدى من يُعتبرون أكثر عرضةً وقد تخطّوا سن الخمسين، أو في فئة الشباب. لذلك، تقدّم خبير في إحدى الشركات الأميركية بطلب إلى "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية للحصول على موافقتها من أجل نوع جديد لفحص الدم، يمكن أن يكشف العلامات المبكرة لسرطان القولون.
في ميزان الفوائد والمخاطر
وقد اجتمعت لجنة خبراء الـFDA لاتخاذ القرار بهذا الشأن. وفي الاجتماع، جرى البحث في فوائد ومخاطر الفحص وللتصويت حول ما إذا كان آمناً وفاعلاً. وقد جاء تصويت اللجنة بـ8 أصوات في مقابل واحد، لمصلحة اعتبار الفحص آمناً ليُستخدم للأشخاص وفق معايير معينة. كذلك جرى التصويت بـ6 أصوات مقابل 3، على أن الفحص فاعل في حال اعتماده وفق معايير معينة. وحاز الفحص على 7 أصوات في مقابل 2 عن كون الفوائد من اللجوء إليه تتخطّى المخاطر. ومن المفترض أن تُطرح نتائج التصويت والمناقشات، أمام إدارة الغذاء والدواء الأميركية التي قد تأخذ بهذه المشورة، لكنها ليست ملزمة باعتمادها في القرار النهائي الذي تتخذه.
وإذا تمّت الموافقة على هذا الفحص، سيكون فحص الدم الأول للكشف عن سرطان القولون. وحتى اللحظة لا يتوافر إلّا فحص الخروج الذي يجري كل عام إلى ثلاثة أعوام ، والمنظار كل 10 أعوام والمنظار الافتراضي كل 5 أعوام.
وعلى الرغم من أن فحص الدم هذا متوافر حالياً في الولايات المتحدة وليس ضرورياً أن يحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، إلّا أن هذه الموافقة يمكن أن تجعله معتمداً على نطاق أوسع. وكذلك قد يصبح حينها مغطّى من قِبل الدولة كاختيار أول للتشخيص أيضاً. ورغم أنه لن يحلّ محل الاختيارات المتوافرة حتى اليوم لتشخيص المرض، إلّا أنه قد يُضاف إليها كوسيلة سهلة وعملية يمكن اللجوء إليها، ما قد تزيد من معدلات الأشخاص الذين يسعون إلى كشف المرض. وبالتالي، قد يسمح بالكشف المبكر لمزيد من الحالات.
وثمة مساعٍ عدة لتطوير فحوص دم للكشف عن المرض، لكنه قد لا يتمكن من كشف الثآليل مثلاً في مرحلة مبكرة حينما تلوح إمكانية أن تتحول إلى سرطانية. وينطبق الأمر نفسه على الكشف بالمنظار.