قد تسبّب حالة الربو لدى الاطفال أعراضاً مستمرّة، خصوصاً أثناء اللعب وممارسة الرياضة، ما يشكل عائقاً مهمّاً في حياة العديد من الأطفال. لذلك لا يمكن إهمال مثل هذه الحالة لما تسبّبه من أعراض مزعجة ونوبات لدى الطفل، يمكن أن تحصل في أيّ وقت كان في حال عدم ضبط المرض وإدارة أعراضه.
وفق ما أوضحه طبيب الأطفال الاختصاصيّ بالأمراض الرئوية في المركز الطبّي للجامعة اللبنانية الأميركيّة - مستشفى رزق الدكتور إدوار صياد، تزول حالة الربو لدى الأطفال في بعض الحالات في عمر معيّن، فيما يمكن أن تستمرّ طوال الحياة ولو تغيّرت بطبيعتها.
كيف تشخّص حالة الربو لدى الأطفال؟
بالاستناد إلى التوصيات لا يتمّ تشخيص حالة ربو لدى الأطفال قبل عمر السنتين، ولو ظهرت أعراض يمكن أن تشير إلى احتمال الإصابة به. فالتشخيص قبل هذه السنّ غير محبّذ. فقد يكون هناك تحسّس في القصبة الهوائية وتظهر أعراض شبيهة بالربو، وعند التعرّض إلى أيّ فيروس، يمرض الطفل ويعاني أعراضاً حادّةً ومنها ما هو شبيه بحالة الربو بسبب هذا التحسّس الذي يعانيه في القصبة الهوائية، كما يوضح صيّاد. فأن يمرض الطفل بهذا الشكل المتكرّر وبسهولة ويعاني أعراضاً حادة ومنها ضيق النفس والسعال الذي يطول، إضافة إلى طول فترة المرض، من الأعراض التي تثير الشكّ باحتمال إصابته بالربو في ما يتأخر التشخيص الفعلي إلى ما بعد عمر السنتين.
ويكون التشخيص في عمر السنتين على أساس الفحص العيادي، بعد عمر الخمس سنوات يمكن اللجوء إلى فحص النفس إضافة إلى الفحص السريري. ويجريه الطبيب عندما يلاحظ الأهل أنّ طفلهم يمرض أكثر من العادة ويعاني سعالاً مزمناً، وعندما يتعرّض لفيروس تكون فترة مرضه طويلة لمدّة أسابيع. كما يمكن أن يلفت النظر سعال الطفل عندما يركض أو يمارس الرياضة أو ضيق النفس الذي يعانيه. فلا بدّ من استشارة طبيب عندها. وبشكل عام، يوضح صيّاد أنّ الربو لدى الأطفال يتمّ اكتشافه مع الوقت جرّاء أعراض عدّة تظهر لديه.
هذا، ويمكن الاستناد في تشخيص حالة الربو لدى الطفل إلى الفحص العيادي عند تحسّس القصبة الهوائية، وأيضاً إلى وجود حالات ربو أو حالات حساسية في العائلة، وإن لم يكن الربو وراثياً بشكل أساسيّ. إذ يلاحظ أنّ ثمّة حالات في العائلة أو لدى الأهل عند إصابة الأطفال بالحالة.
ما العوامل التي تتسبّب بتحسّس القصبة الهوائية ونوبة الربو؟
التلوّث والتدخين في محيط الطفل من العوامل التي يمكن أن تساهم في تحسّس القصبة الهوائية، ولا بدّ من التنبّه إلى ذلك والحرص على تجنّبها قدر الإمكان، وإلّا فهي تسبّب أعراضاً كالسعال المزمن والوجع في الصدر وضيق النفس.
ويوضح صيّاد أنّ ثمّة نوعين من الربو: الأوّل عبارة عن حالات تحسّس القصبة الهوائية نتيجة التعرّض لفيروسات معينة وهي الحالات التي غالباً ما تزول تلقائياً مع التقدّم في السنّ في مرحلة معينة من الطفولة، فيما يمكن أن يتحوّل قسم بسيط منها إلى حساسية تظهر عند تغيير الطقس.
أمّا في النوع الثاني من الربو فغالباً ما ترافق الحالة الطفل طوال حياته. وفي الحالتين تكون العلاجات نفسها، وتعتمد على موسعات القصبات الهوائية في فترة الأعراض الحادّة والتعرّض لضيق النفس. وقد تكون هناك حاجة للبخاخات التي تعمل لضبط الالتهاب للحدّ من الأعراض. مع الإشارة إلى أنّه من المهمّ البدء بالعلاج في مرحلة مبكرة للاستفادة بشكل أفضل، ولمزيد من الفاعلية بما أنّ الهدف من العلاج هو تجنّب نوبات الربو والحدّ من الالتهاب والتحسّس والأعراض.
ومن العلاجات الحديثة المتوافرة اليوم الحقن التي تعمل على الخلايا المناعية، وقد أثبتت فاعليتها في حالات معينة.