تكثر الحملات الإعلانية والتسويقية لعمليات التجميل، إعلانات من كل حدب وصوب وعروضات كثيرة بعيداً عن المعايير الطبية المطلوبة.
نيكي راستون واحدة من كثيرات وقعن ضحية العرض المغري والسعر الرخيص لعملية شد المؤخرة البرازيلية التي انتشرت كثيراً في عالم التجميل في الآونة الأخيرة.
بعد أيام قليلة من العملية التي أُجريت في تموز، نُقِلت راستون إلى المستشفى بسبب إصابتها بالعدوى، وفقدان الدم، والغثيان، بحسب سجلاتها الطبيّة.
تعترف راستون أنها "اتجهت إلى ما هو رخيص، لقد بحثتُ عن أدنى سعر ووجدته بالفعل عبر انستغرام".
لم يعد بإمكانها العودة إلى الوراء، برغم من وجود علامات تحذيرية كثيرة كان يجب أن تمنعها من إجراء هذه العملية في هذه العيادة، وفق ما نشر موقع "سي أن أن".
راستون البالغة من العمر 44 عاماً وقعت ضحية حملات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تروج لبعض عمليات التجميل ومنها عمليات شد المؤخرة البرازيلية على انها آمنة وغير مؤلمة وبأسعار مقبولة.
وعلى عكس المراكز الجراحيّة المتنقّلة، والمستشفيات، حيث يمكن للمريض البقاء ليلًا ليكون تحت المراقبة بعد العمليّة، تقدم مراكز الجراحة المكتبية إجراءات لا تتطلّب من المرضى المبيت عادةً، ويتم تنظيمها باعتبارها امتدادًا لعيادة الطّبيب الخاصة.
تعيش راستون الآن مع ألمٍ مستمر، في حين أودت هذه العملية بحياة كثيرين. وأكّدت راستون "لو كان بإمكاني العودة بالزمن إلى الوراء، لما قمت بذلك".
وبعد سلسلة من حالات الوفاة، وغياب المعايير الوطنية، كان المنظّمون في فلوريدا أوّل من أصدر قواعد تهدف إلى جعل هذه العمليات أكثر أمانًا في عام 2019. وبعد أكثر من 3 أعوام، تُظهر البيانات أن الوفيات لا تزال تحدث.
ويؤكد نائب رئيس الجمعية الأميركية لجراحي التجميل والطبيب الممارس في مدينة هيوستن الأميركية، الدكتور بوب باسو: "نشهد كيانات لها حضور قوي في مشهد الجراحات التجميلية منخفضة التكلفة ذات الأعداد الكبيرة في جنوب فلوريدا بدأت في الظّهور في أجزاء أخرى من البلاد".
كيف تجرى جراحة شد المؤخرة البرازيلية؟ تؤخذ الدهون عبر الشفط من مناطق أخرى من الجسم، مثل الظهر، أو الفخذين، ليتم حقنها في الأرداف.
في العام 2021، أجريت أكثر من 61 ألف عملية لتكبير الأرداف في جميع أنحاء البلاد، ويُشكّل ذلك زيادة قدرها 37% عن العام السابق، وفقًا لبيانات من جمعية التجميل.
وبما أن عملية جراحية فهي تحمل مضاعفات ومخاطر صحية. وقد وثق الفاحص الطبي في ميامي ديد بتوثيق حوالي 30 حالة وفاة للخاضعين لعمليات جراحية منذ العام 2009، وكانت 26 منها حالة وفاة ناجمة عن عملية شد المؤخرة البرازيلية.
ووفقاً لتقرير Aesthetic Surgery سجل 3 في المئة من العمليات الجراحية حول العالم أدت إلى وفاة نتيجة العملية.
وبرأي خبراء أن "المشكلة تعود جزئياً إلى قيام مهنيين طبيين، مثل مساعدي الأطباء، والممرضين الممارسين، بإجراء أجزاء رئيسيّة من عملية شد المؤخرة بدلاً من الأطباء أنفسهم. كما يتم تعزيز نموذج تجارة يسعى وراء الأرباح وليس الأمان".
بعد تسجيل حالة وفاة خامسة بسبب مضاعفات العملية في مقاطعة ميامي ديد، اقترح الدّكتور كيفن كيرنز، وهو طبيب وعضو سابق في مجلس فلوريدا للطب، قانونًا طارئًا في الولاية للحد من عدد عمليات شد المؤخرة التي يمكن للجراح إجراؤها يوميًا.
إلا أن مجموعة من الأطباء الذين يجرون هذه العمليات في جنوب فلوريدا عارضت ذلك وشكّلت مجموعة تدعى Surgeons for Safety. ورأت المجموعة أن المتطلبات الجديدة ستجعل الوضع أسوأ، مشيرةً إلى أنّ الأطبّاء المؤهلين سيضطرون إلى إجراء عدد أقل من العمليات، وبالتّالي توجيه المرضى إلى أخصائيين طبيين خطرين لا يتّبعون القواعد.
كلفة الجراحة
وفق بيانات جميعة التجميل Aesthetic Society بلغ متوسط سعر عملية تكبير الأرداف 4 آلاف دولار في العام 2021، من دون احتساب رسوم التخدير أو غرفة العمليات أو النفقات الأخرى.
في حين تُكلّف عملية شد المؤخرة البرازيلية الآمنة التي توفر الرعاية المناسبة، بين 12 ألف إلى 18 ألف دولار بحسب موقع الجمعية الأميركية لجراحي التجميل.