كشفت دراستان جديدتان، نُشرتا في المجلّة الطبيّة البريطانيّة The BMJ، عن أن تناول الكثير من الأطعمة المعالجة بشكل فائق، مثل الوجبات الجاهزة، يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان الأمعاء والوفاة المبكرة.
وبالرغم من أنّها ليست المرة الأولى التي تربط فيها الدراسات بين الطعام المعالج والأمراض الخطيرة، التي قد تنجم عنها، نتيجة استهلاكها بكثرة، فإن الدراستين بيّنتا كثيراً العلاقة بين هذه الأطعمة وخطر الإصابة بالسّمنة، والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية ومعدّل الوفيات.
وقد قدّم البحث الجديد المزيد من الأسباب العلميّة للحدّ من استهلاك الأطعمة المصنّعة، والمعالجة بشكل فائق، واستبدالها بأطعمة غير مصنّعة أو معالجة بالحدّ الأدنى لتقليل مخاطر الوفاة من الأمراض.
وتشمل الأطعمة فائقة المعالجة أنواع الحساء الجاهزة، المخبوزات المعبّأة، الصلصات، البيتزا المجمّدة، الوجبات الجاهزة، النقانق، البطاطس المقليّة، المشروبات الغازية، والمنتجات الجاهزة للأكل التي تحتوي - في أغلب الأحيان - على مستويات عالية من السكّر المضاف والدّهون والملح، في الوقت الذي تفتقر فيه إلى الفيتامينات والألياف.
وفي التفاصيل، أشارت الدراسة الأولى إلى أن الاستهلاك الكبير للأطعمة فائقة المعالجة لدى الرّجال ومجموعة أخرى من الرجال والنساء يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وفق ما نشرت The guardian، في حين وجدت الدراسة الثانية ارتباطاً بين استهلاك هذه الأطعمة وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة.
ولطالما ارتبطت اللحوم المصنّعة والمجهّزة بخطر الإصابة بسرطان الأمعاء لدى الرجال والنساء على حدّ سواء، وفقًا لمنظّمة الصحة العالمية، وجمعية السرطان الأميركية، والمعهد الأميركي لأبحاث السرطان.
في الدراسة الأولى، درس الباحثون العلاقة بين الأطعمة فائقة المعالجة وخطر الإصابة بسرطان القولون عند البالغين في الولايات المتحدة. واستندت النتائج التي توصلوا إليها من خلال تقييم المدخول الغذائيّ لـ46341 رجلاً ولـ159907 نساء لمدّة تصل إلى 28 عامًا من خلال استبيانات مفصّلة لاستهلاك الطعام.
كذلك تمّ تقسيم الطعام المعالج حسب درجة المعالجة، ثمّ تمّ قياس معدّلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم على مدى 3 عقود، مع مراعاة العوامل الطبيّة ونمط الحياة.
وأظهرت النتائج أنّه مقارنة بالأشخاص الخمسة، الذين يستهلكون القليل من الأطعمة فائقة المعالجة، أن الرّجال الذين يستهلكون الكثير من هذه الأطعمة كانوا عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 29%.
في المقابل، لم تُظهر الدراسة أيّ ارتباط بين هذه الأطعمة وخطر الإصابة بسرطان القولون عند النساء.
وأشارت فانغ زانغ، المؤلّفة الكبيرة المشاركة، وعالمة الأوبئة السرطانيّة، ورئيسة قسم علم الأوبئة الغذائيّة وعلوم البيانات بكلية فريدمان لعلوم وسياسة التغذية في جامعة "تافتس" في بوسطن إلى أن "أسباب هذا الاختلاف بين الجنسين لا تزال مجهولة، لكنها قد تشمل الأدوار المختلفة التي تؤدّيها السمنة والهرمونات الجنسية وهرمونات التمثيل الغذائيّ لدى الرجال مقارنة بالنساء".
ومع ذلك، كان الرّجال أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الأمعاء في حال تناولوا الكثير من اللحوم، أو الدواجن، أو المأكولات البحريّة الجاهزة للأكل، والمشروبات المحلاة بالسكّر، في حين أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم في حال تناولهنّ أطباقًا جاهزة للأكل أو التسخين مثل البيتزا.
من جهة أخرى، تناولت الدراسة الثانية أكثر من 22 ألف إيطالي لمدّة 14 عاماً من خلال دراسة نوعيّة كميّة الأطعمة والمشروبات المستهلكة وقياس معدّل الوفيات، مع الأخذ بعين الاعتبار العوامل الطبيّة.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لديهم نظام غذائيّ أقلّ صحّة من أولئك الذين يعتمدون على نظام غذائيّ صحيّ كانوا عرضة بنسبة 19% لخطر الوفاة لأيّ سبب، و32% لخطر أعلى للوفاة بأمراض القلب.
ووجد الباحثون أن الأطعمة فائقة المعالجة تزيد من خطر الوفاة المبكرة، لا سيّما خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وهذه النتائج تُشير إلى أن زيادة خطر الوفاة لا يعود فقط إلى جودة الغذاء لبعض المنتجات إنّما أيضاً إلى أن هذه الأطعمة هي فائقة المعالجة.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
