تُشير التقديرات إلى تأثّر 1 من كل 6 أشخاص على مستوى العالم من العقم، وفقًا لتقريرٍ جديد صادر عن منظّمة الصّحة العالميّة (WHO)، ما يؤكّد أنّ هذه الحالة شائعة.
وأفاد التّقرير أنّ معدّلات العقم، أي العجز عن تحقيق الحمل بعد مرور عام أو أكثر على ممارسة الجنس من دون وسائل حماية، متشابهة في جميع البلدان والأقاليم.
وأوضح عالم أبحاث الخصوبة بمنظّمة الصّحة العالميّة، الدكتور جيتو مبورو،أن "في تحليلنا، بلغ معدّل انتشار العقم في وقتٍ ما أثناء حياة الفرد 17.5 في المئة، ويعني ذلك معاناة 1 من كل 6 شخص منه خلال حياتهم"، مضيفًا أنّ "انتشار العقم في وقتٍ ما أثناء حياة الفرد لا يختلف بحسب تصنيف مستويات الدّخل في البلدان".
ومع ذلك يختلف مقدار ما ينفقه الأشخاص لعلاجات الخصوبة، ومدى سهولة الوصول إلى علاجات مماثلة، بحسب ما ذكره التّقرير.
وشرح مبورو: "اتّضح أنّ الأشخاص في أفقر البلدان ينفقون نسبة أكبر بكثير من دخلهم على دورة واحدة من التّلقيح الاصطناعي أو على الرّعاية الخاصّة بالخصوبة مقارنةً بالدول الأكثر ثراءً"، ما يدل على أن هذا المجال ينطوي على "مخاطر عالية المستوى من عدم المساواة عندما يأتي الأمر للوصول إلى الرّعاية الصحيّة".
مشكلة عالميّة
ويتضمّن تقرير منظّمة الصّحة العالميّة، الذي يُعتبر "الأوّل من نوعه منذ عقد"، تحليلاً لبيانات العقم بين عامي 1990 و2021. وجاءت البيانات من 133 دراسة منشورة مُسبقًا حول انتشار العقم.
ورأى مبورو: أن " هدف هذا التّحليل توليد بيانات مُحدّثة بشأن التّقديرات العالميّة والإقليمية لانتشار العقم عبر تحليل جميع البيانات المتاحة من بلدان مختلفة، والتّأكد من أخذنا مناهج الدّراسة المختلفة بعين الاعتبار".
وبناءً على هذه البيانات، قدّر الباحثون أنّ معدّل انتشار العقم مدى الحياة، الذي يُمثّل نسبة من عانوا من العقم خلال حياتهم الإنجابيّة، بلغ 17.5 في المئة في عام 2022.
وبلغ انتشار العقم على مدى فترة معيّنة، أي نسبة الأشخاص الذين عانوا من العقم في أي نقطة معيّنة حاليًا أو في الماضي، 12.6 في المئة في عام 2022.
ورغم أنّ البيانات أظهرت وجود بعض الاختلافات في انتشار العقم عبر الأقاليم، إلا أنّها لم تكن كبيرة أو حاسمة، وفقًا لتقرير المنظّمة.
وبلغ أعلى معدّل لانتشار العقم مدى الحياة 23.2 في المئة في منطقة غرب المحيط الهادئ، مع بلوغ أدنى معدّل 10.7 في المئة في منطقة شرق المتوسّط.
ولم يُحدّد الباحثون ما إذا كانت معدّلات العقم العالميّة تتزايد أو تتناقص بمرور الوقت.
غير متاحة
من جهتها، أشارت مديرة قسم الصّحة الجنسيّة، والإنجابيّة، والأبحاث في منظّمة الصّحة العالميّة، الدّكتورة باسكال ألوتي إلى أن "العقم مشكلة صحيّة كبيرة وواسعة الانتشار تؤثّر على عددٍ صادم يصل إلى 1 من كل 6 أشخاص على مستوى العالم طوال فترة حياتهم الإنجابيّة".
ومع ذلك، تبقى حلول الوقاية من العقم، وتشخيص هذه المشكلة، وعلاجها "ناقصة التّمويل" و "غير متاحة" للكثير من المرضى بسبب التّكاليف المرتفعة، على حد قول ألوتي.
وأضافت ألوتي: "تدعو منظّمة الصّحة العالميّة إلى إتاحة الوصول الشّامل إلى رعاية عالية الجودة للخصوبة بتكلفة ميسورة، وبيانات محسّنة لتمكين معالجة العقم بشكلٍ هادف عبر السّياسات والبرامج الصحيّة، وبذل جهود أكبر لضمان عدم تهميش هذه المشكلة في مجال الأبحاث والسّياسات الصحيّة".