النهار

بعد فقدانها لسنة... الأدوية التي شارفت صلاحيتها على الانتهاء تغزو السوق
المصدر: النهار
بعد فقدانها لسنة... الأدوية التي شارفت صلاحيتها على الانتهاء تغزو السوق
أدوية متوفّرة اقترب انتهاء مدّة صلاحيّتها.
A+   A-
 
توجّه ايلي إلى الصيدلية لشراء أدوية والده لمعالجة مرض السكّريّ، ليتفاجأ أنّ الدواء الذي كان مفقوداً لمدة سنتين واسمه Xigduo متوفّر بسعره المدعوم جزئيّاً، وكلفته مليونان و700 ألف ليرة. لم يصدق ايلي أنّها باتت متوفّرة وبالكميات المطلوبة، حيث اشترى 3 علب ليكتشف في ما بعد أنّ صلاحيتها شارفت على الانتهاء أي في شهر تموز، علماً أنّ تاريخ صنعها كان في العام 2020.
 
وبينما كان الدواء مفقوداً في لبنان، كان على إيلي أن يشتريه من الخارج، وتحديداً من فرنسا بكلفة 39 يورو، أي بكلفة أعلى بكثير، ومع ذلك لم يكن له خيار آخر كي لا تتدهور صحّة والده.
 
في المقابل، يؤكّد نقيب الصيادلة جو سلوم في اتّصال مع "النهار" أنه "منذ شهر تقريباً، بدأت الشركات والمستودعات تُسلّم الصيدليات عدداً كبيراً من الأدوية التي اقترب انتهاء صلاحيتها.
 
تحاول ريما جاهدة البحث عن أدوية لوالدها الذي يعاني من السكّري والضغط ومشاكل في الجهاز الهضميّ، رحلة البحث عن أدويته مرهقة ومتعبة، وتعيش كما تقول "كلّ شهر بشهره. فالدواء نحصل عليه بعد جهد مضنٍ، وبعد زيارات صيدليات عدّة".
 
ومع ذلك، تُشاركنا ما جرى معها مؤخّراً عندما كانت تبحث عن دواء السكّريّ لوالدها المعروف باسم Jentaduento، تقول: "اشتريتُ العلبة بعيار مختلف 2.8/850 فيما كنتُ أشتريها بعيار 2.8/1000، ودفعت ثمنها 4 ملايين و300 ألف، لأكتشف لاحقاً أنّ تاريخ صلاحيّتها ينتهي في شهر أيار أي بعد شهر فقط. ووجدت علبة Megamac انتهت صلاحيتها في آذار، فامتنعت عن شرائها وفضّلت البحث في صيدلية أخرى علّني أجده بتاريخ صلاحية أبعد حتى يستفيد منها والدي".
 
 
لنقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة شرحٌ آخر لما يجري مؤخّراً في مسألة هذه الأدوية، ويوضح لـ"النهار" أنه "على سبيل المثال لا الحصر، شحنة دواء الـXigduo الذي ما زال مدعوماً، وصلت في وقت متأخر وتحديداً في شهر شباط وتضمّنت 750 علبة فقط، نتيجة انخفاض الطلب والقدرة الشرائية عند المواطن.
 
وبسبب التأخير في وصول الشحنة، لم يبقَ على صلاحية الدواء سوى بضعة أشهر، ولكن لماذا التأخير؟ يُجيب جبارة: "نحن كمستوردين نضع طلبيّاتنا مسبقاً في المعمل، الذي يباشر في تصنيعها فوراً، ولكن لا يتمّ شحن الطلبيّة قبل فتح الاعتمادات وعمليّة الدعم، وبالتالي تبقى هذه الأدوية هناك إلى حين فتح الاعتمادات وموافقة وزارة الصحّة لشحنها. وعليه، يبقى الدواء في المصنع لفترة.
 
أمّا السبب الثاني وفق جبارة أنّه رغم وصول الشحنة، الطلب على هذه الأدوية المدعومة انخفض بسبب تراجع القدرة الشرائية عند المواطن. فالمخزون الذي كان سابقاً يكفي لـ 4 أو 5 أشهر أصبح اليوم يكفي لنحو سنة، بسبب انخفاض الطلب والقدرة الشرائيّة.
 
كذلك، يُفنّد جبارة تفاصيل دواء Xigduo عيار 10/1000 الذي تنتهي صلاحيته في تموز 2023، أي بعد 3 أشهر، في حين أنّ Xigduo عيار 5/1000 تنتهي صلاحيته في شباط 2024. ووصل من دواء Xigduo (عيار 10/1000) 756 علبة في شباط 2023 ، وقد بيع حتى الساعة 650 علبة ، ومن المتوقع أن يُباع ما تبقى في غضون أسبوع.
 
إذاً، هذه الأدوية لم تكن مخزّنة بل وصلت في شهر شباط 2023، والكمية محدودة (750 علبة فقط)، وقد بيعت على السعر المدعوم. وأيّ صيدلية تبيع هذا الدواء على غير المدعوم يجب التبليغ عنها.
 
في حين أن الأدوية الأخرى التي تناولتها بعض وسائل الإعلام غير مدعومة واقترب انتهاء صلاحيتها، وبعد فتح تحقيق من وزارة الصحّة تبيّن أنّه تمّ استيرادها بعد مرحلة رفع الدعم، ولم تكن مخزّنة سابقاً كما روّج البعض.
 
وفي النهاية، يختم جبارة قائلاً أنّ "وزارة الصحّة تتابع كلّ شحنة وكلّ دواء بدوائه خصوصاً غير المدعومة وتراقب المستوردين من خلال نظام تتبّع الأدوية الذي يكشف وصول الشحنة والجهة التي تسلّمت الدواء".
 
لا يُخفى على أحد أنّ ما يجري في ملفّ الأدوية شبيه بملفّات أخرى شهدت هدراً وفساداً، ومن يدفع الثمن هو المواطن الذي بات عاجزاً عن شراء أدويته نتيجة ارتفاع سعرها. فما الذي ينتظرنا بعد؟
 

اقرأ في النهار Premium