النهار

أصدرت وزارة الصحة العام بياناً بالأمس أعلنت فيه عن وجود 49 حالة التهاب الكبد الفيروسي A في قضاء طرابلس توزعت بين القبة/ضهر المغر وغيرها من الأحياء كالتبانة والميناء والبداوي وباب الرمل، فيما يجري البحث عن أسباب هذه الحالات وخصائصها.

في اتصال مع مديرة الوقاية الصحية في وزارة الصحة العامة المهندسة جويس حداد، أكدت أنه أُخذت عيّنات من مياه الشفة لتحديد أساس المشكلة، وذلك بالتنسيق مع مصلحة مياه الشمال وفرق الترصّد الوبائي. في الوقت نفسه أوضحت أن حالة الهلع السائدة حول هذا الموضوع غير مبررة، ويجري التعامل معها بالطرق العلمية والصحيحة لضبط الوضع واتخاذ الإجراءات المناسبة لاحتواء المشكلة.  هذا، ولا تعتبر هذه الحالة خطيرة ولا تتطور عادةً إلا لدى الأشخاص الذين يعانون أمراضاً معينة وضعفاً في المناعة. أما في ما عدا ذلك فالمسألة لا تستدعي القلق أبداً.

"التهاب الكبد الفيروسي A ليس مستجداً، كما يجري التداول، بل هو من الفيروسات الموجودة، وكثيرون قد أصيبوا به في مرحلة ما وخصوصاً في الطفولة. مع ضرورة التوضيح أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، تنمو الفيروسات ويمكن أن تتلوث المياه بها ويجري البحث عن مصادر هذه الحالات وفق الأصول".

حتى اللحظة لم يتم تحديد مصادر هذه الإصابات. فعلى أساس نتائج التحليلات التي تجرى للعينات، يمكن التقدم أكثر في هذا المجال ومعرفة مصدر الماء الملوث. مع الإشارة إلى أن نتيجة عينات الماء يمكن أن تأتي سلبية ويكون التلوث حاصلاً في الإمدادات، فتكون عندذاك حاجة إلى المزيد من البحث.

وبحسب حداد، تبرز هنا بالدرجة الأولى، أهمية نشر الوعي بين المواطنين حول أهمية الحفاظ على النظافة والتقيد بشروطها تجنباً لالتقاط العدوى التي تنقل عادةً من شخص إلى آخر أو عبر تناول أطعمة غير مطهوة جيداً وملوثة بالفيروس ومنها الخضروات أو شرب المياه الملوثة أو أحياناً على أثر استخدام المرحاض والتعرض للفيروس وعدم غسل اليدين جيداً.

انطلاقاً من ذلك، شددت حداد على أهمية غسل اليدين جيداً بعد استخدام المرحاض وقبل تحضير الطعام أو تناوله وبعده تجنباً لالتقاط العدوى. أما الأعراض التي يمكن التعرض لها نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي A فهي التقيؤ وارتفاع الحرارة والإرهاق. وما يميزه بشكل خاص هو ميل البشرة إلى الاصفرار نتيجة الإصابة باليرقان.

وتوضيحاً للبيان الصادر عن مصلحة مياه الشمال الذي يؤكد عدم وجود ملوثات جرثومية في مياه الشرب ما يجعل من الآمن شربها، أوضحت أنه يجري فحص العينات التي أخذتها الوزارة في المختبر كيميائياً  فيروسياًَ خصوصاً أن الإصابات التي حصلت ناتجة عن التهاب فيروسي أو سبب آخر، ولم تصدر نتائجها حتى اللحظة.