النهار

الكوليرا تضرب نهر الليطاني، والتفشي يظهر في حوضه الاعلى ويتمدد بحسب ما أظهره تقرير المصلحة الوطنية لنهر الليطاني حول رصد تفشي الكوليرا في الحوض الاعلى، والتي حذرت مرارا وتكرارا من استمرار ما تصفه بالجرائم البيئية على طول المجرى.

بعد إصابة الآلاف ووفاة العشرات في لبنان نتيجة الاصابة بالكوليرا، ولمّا كانت المياه الملوثة بجرثومة الكوليرا تُعدّ أهم سبب لتفشّيها، باشرت مصلحة الليطاني بدعم من مشروع ترشيد المياه والصرف الصحي التابع للوكالة الاميركية للتنمية الدولية  (USAID)، حملتها لرصد نقاط تفشي هذا الوباء في الحوض الأعلى للنهر. وقد قامت الفرق الفنية التابعة للمصلحة في بداية كانون الأول الجاري بأخذ 10 عيّنات من نقاط مختلفة على طول النهر وروافده في الحوض الأعلى، وجرى تحليلها في مختبر المصلحة في خربة قنافار وفقاً لأحدث التقنيات العلمية، وبينت النتائج ما يأتي:

تلوث 4 نقاط من أصل 10 بالكوليرا، وهي الآتية:

• نهر الليطاني - جسر الدلهمية: يسبق هذه النقطة ويلي النقطة السابقة لها وجود: محطة تكرير الفرزل، مؤسسة صناعية، مسالخ ومزارع و3 مخيمات للاجئين السوريين.
• مجرى نبع شتورة: يضم الصرف الصحي لجديتا وشتورة وجلالا ولتجمع مستشفيات شتورة، ويمكن اعتبارها بؤرة ثانية لانتشار الكوليرا.
• نهر البردوني - جسر المرج: يصل الى هذه النقطة الصرف الصحي الناتج من مخيم أبو الجاسم للاجئين السوريين.
• نهر الليطاني – المرج - قرب منزل رئيس البلدية: يصل الى هذه النقطة كل ما سبق.

يؤكد تقرير المصلحة الوطنية لنهر الليطاني ان تلوث مياه النهر بالكوليرا يأتي نتيجة الرمي المباشر للصرف الصحي غير المعالَج فيه، وهذا ما صار تأكيده عبر النتائج التي أثبتت وجود جرثومة الكوليرا في النقاط التي يسبقها وجود مخيمات للنازحين السوريين او تجمع للصرف الصحي والمستشفيات.

وفي هذا الاطار يؤكد المدير العام لمصلحة الليطاني سامي علوية لـ"النهار" انه "في ظل استمرار تدفق اكثر من 50  مليون متر مكعب من الصرف الصحي في نهر الليطاني من المنبع الى بحيرة القرعون، ومع غياب الحلول، فالسؤال ليس لماذا ظهرت الكوليرا بل لماذا تأخرت في الظهور"، معتبرا ان "الفشل في سياسات الصرف الصحي يعبّر عن فشل ذريع لوزارة الطاقة التي تركت القطاع رهينة التلوث والعشوائية والفوضى والزبائنية فتحولت الانهار الى برك تجميع للصرف الصحي. وفي المعلومات انه بمجرد وصول جرثومة الكوليرا الى المياه السطحية فانها مع انسيابها سوف تنتقل وتتفشى في كل النقاط مما يحمل خطرا صحيا جسيما يهدد الاهالي والمزروعات. وفي هذا الاطار، قامت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني بتوجيه مراسلات الى كل من الأمانة العامة لمجلس الوزراء، النيابة العامة التمييزية، وزارة الداخلية والبلديات، وزارة الطاقة والمياه، وزارة الصحة العامة ووزارة البيئة وذلك لأخذ العلم واتخاذ التدابير الفورية للحد من هذه المشكلة الصحية ولكن من دون حصول المصلحة على اي تجاوب".