النهار

يبدو كريم الوقاية من الشّمس المستحضرَ الأساسيَّ الذي لا غنى عنه في فصل الصيف بشكل خاصّ، وإن كان استخدامه ضروريّاً في كافة أيّام السنة لتأمين الحماية القصوى. الأسئلة التي تبحثين عن أجوبتها كثيرة حول هذا الموضوع. تجدين هنا التوضيحات التي يقدّمها الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجلديّة الدكتور فريدي خوري.

ما أنواع الكريمات الوقاية من الشمس المتوافرة، ووفق أيّة معايير يتمّ الاختيار؟

يتوافر نوعان أساسيّان من كريمات الوقاية من الشّمس:

- كريم الوقاية من الشّمس من النوع الفيزيائيّ، ويستخدمه الأشخاص الذين يعانون من بشرة حسّاسة، والأطفال الصّغار حتى لا يمتصّ الجلدُ المستحضرَ؛ فهو أخفّ وآمن أكثر.

- كريم الوقاية من الشمس من النوع الكيمياويّ، الذي يُمكن أن يستخدمه كافة الأشخاص الباقين.

تجدر الإشارة إلى أنّ كريم الوقاية من الشّمس، سواء أكان من النوع الفيزيائيّ أم الكيمياويّ، يؤمّن الحماية التامّة للبشرة، من دون اختلاف بينهما من هذه الناحية.

ويوضح خوري بأنّه من الناحية الاجتماعية، ونظراً للتركيبة المختلفة، قد يكون النوع الكيمياويّ مفضّلاً باعتبار أنّ الجلد يمتصّه سريعاً فيما يكوّن الفيزيائيّ طبقةً سميكة بيضاء على الجلد، ممّا يجعله غير محبّذ لدى كثيرين.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الحماية التي يفترض بكريم الوقاية من الشمس أن يؤمّنها هي على الأشعة ما فوق البنفسجية UVA وuvb، إضافة إلى عنصر الحماية IPF المعتمد في العلامات الكبرى.

أيّ درجة حماية يجب اختيار لتأمين الوقاية القصوى من الشمس؟

لا بدّ من التوضيح أنّ الـSPF ليست نسبة، وفق ما يعتقد البعض، بل هي عبارة عن رقم عكس الحماية من الأشعة ما فوق البنفسجية. ويوضح خوري بأن كريم الوقاية من الشمس بدرجة حماية  15 SPF يؤمّن حماية بنسبة 91 في المئة، إذ إن كلّ كريم وقاية من الشمس بدرجة حماية 15 SPF وما فوق يؤمّن الحماية المطلوبة. لكن الدراسات التي تجرى في هذا المجال تأخذ بعين الاعتبار كميّة معيّنة وطبقة سميكة قد لا يلتزم الكلّ بوضعها. لذلك يُنصح باستخدام ذاك الذي بدرجة حماية أعلى لتأمين الحماية التامة في حال عدم وضع كمية كافية من ذاك الذي يؤمّن حماية أقلّ.

بمَ يتميّز كريم الوقاية من الشّمس ذو الدّرجة 100 SPF؟

ثمّة علامات معّينة أنتجت سابقاً كريمات وقاية من الشمس بدرجة حماية 100 SPF، ثمّ تبيّن سريعاً أنّ الأمور قد اختلطت على كثيرين باتوا يعتقدون أنّه يؤمّن درجة حماية بنسبة 100 في المئة، وتسبّب ذلك بمشكلات في دول معيّنة، حيث ارتفعت فيها معدّلات الإصابة بسرطان الثدي. وبالتالي، أصبح كريم الوقاية من الشمس بدرجة حماية 50 SPF هو المعتمد في مختلف العلامات، ويؤمن حماية بنسبة 94 في المئة. ويبقى الأهمّ وضعه بالكميّات المناسبة لحماية الجلد.

ما الكميّة الصحيحة التي يجب وضعها؟

من المفترض وضع 3 نقاط من كريمات الوقاية من الشمس بمقدار 3 حبّات من الحمّص، أو ما يوازي حجم طرف الإصبع، قبل توزيعها على الجبين والخدّين.

وينصح خوري بمدّ هذه الكميّة بواسطة إصبعين لا الكفين حتى لا يمتصّ جلد اليدين النسبة الكبرى منها. وينطبق ذلك على كافة أنواع كريمات الوقاية من الشمس، بغضّ النظر عن تركيبتها.

هل يوضع كريم الوقاية من الشمس مباشرة قبل الخروج من المنزل؟

يوضع كريم الوقاية من الشمس من النوع الفيزيائيّ مباشرةً قبل الخروج، لأنه يؤمّن الحماية سريعاً. أمّا النوع الكيمياويّ فيوضع قبل نصف ساعة تقريباً، علماً بأنّه يدوم على الجلد مدّة 3 ساعات، ولا بدّ من تجديد تطبيقه عندها.

 وينصح خوري بوضع كريم الوقاية من الشمس صيفاً كلّ 3 ساعات بين السّاعة العاشرة صباحاً والسّاعة الرابعة من بعد الظهر. ومن الأفضل غسل الوجه ظهراً قبل وضعه مجدداً. وفي حال السباحة أو التعرّق، يجب حكماً تطبيق كريم الوقاية من الشّمس مجدّداً.

هل يُمكن اعتماد كريم الوقاية من الشّمس بعد فتحه قبل عام؟

يُفترض بكريم الوقاية من الشّمس أن يُستخدم صيفاً وشتاءً وحتى في الأيام التي يكون الطقس فيها غائماً، إذ يجب ألا تبقى منه كميّة من عام إلى آخر. أمّا في حال عدم استخدامه، فلا يجد خوري مشكلة في استخدام الكمية المتبقيّة بعد عام، فهو لن يكون مضراً عندها، لكن ثمّة احتمالاً بأن تخفّ فاعليته أحياناً.