منذ 6 سنوات، شُخّص كولين بمرض الباركنسون، وسرعان ما وجد نفسه متوقفاً عن ممارسة الأنشطة، بما في ذلك العزف على الترومبون.
ولكن عندما بدأ بتناول أدويته شعر أنه قادر على التحكم بعوارضه، وقرر أن يركز على ما يمكن القيام به وليس على ما لا يمكن فعله. يشاركنا قصته.
كان كولين في أواخر الستينيات عندما أحاله طبيبه إلى طبيب الأعصاب، يروي: "لقد بدأتُ أعاني من فقدان التوازن وزاد الرعاش أكثر مع الوقت. كما كنتُ أعاني من كوابيس رهيبة وبشكل منتظم، كنتُ أركل وأضرب وأضع يدي على الخزانة بجانب السرير".
كان الناس يقولون لي "لا تقلق، هذا يحدث عندما تتقدم في العمر، لذلك اعتقدت أن هذا طبيعي ومتوقع"، وفق ما نشر موقع "Parkinson.org". ويتابع: "عندما بدأت أنظر إلى كل عارض على حدة، كان يمكن تفسيره بعيداً عن التشخيص الصحيح. ولكن عندما تنظر إلى مجموعة العوارض مع بعضها أرى بوضوح أنني كنت أعاني من الباركنسون منذ 10 سنوات على الأقل قبل تشخيصي به".
كان كولين جندياً سابقاً وخدم في سلاح الجو الملكي البريطاني. وبعد مغادرة سلاح الجو الملكي البريطاني عمل في شرطة وادي التايمز حتى تقاعد من العمل بدوام كامل. ثم أمضى 10 سنوات في العمل بدوام جزئي في سجن شديد الحراسة، وكان لا يزال يعمل في السجن عندما تم تشخيص إصابته بمرض الباركنسون.
مع الوقت، بدأ كولين يعاني من مشاكل في الذاكرة، ويشير إلى أنه "وصلتُ في بعض الأحيان حيث لم أكن أتذكر ما إذا أقفلت الأبواب خلفي، وعندها علمتُ أنه عليّ التقاعد".
أحاطته عائلته بالحب والاهتمام. ويصف كولين أن رعاية زوجته وعائلته له زاد خلال تشخيصه بالمرض "ولكن بدأت أشعر بصعوبة ما أعيشه، اعتقدت أنها نهاية لكل شيء. لم أعد أستطع الاستمتاع بكل ما كنتُ أقوم به في حياتي منذ تشخيصي بالباركسنون".
لم يعد بإمكان كولين المشي كما كان يفعل سابقاً، كما بدأ يخسر ثقته بنفسه التي بدأت تتلاشى خصوصاً عند قيادة السيارة. ولقد تخلى عن رخصة القيادة حيث تولت ابنته القيادة وتصطحبه إلى الأماكن التي يود الذهاب إليها.
لكن أصعب ما واجهه كولين حسب قوله "قدرتي على التركيز، كل حياتي كنتُ قارئاً نهماً للكتب، وفجأة لم تعد المطالعة تعنيني أو أهتم بها. كما كنتُ أعزف على آلة الترومبون لمدة 20 عاماً قبل تشخيصي بالباركنسون، في حين وجدتُ نفسي في الصف الأول أشاهد الفرقة تعزف في حفل محلي".
ويعترف كولين "في الواقع، كنت الشخص الذي شطب نفسي، وليس مرض الباركسنون، ولكن إن التقاط الترومبون الخاص بي مرة أخرى قد حسّن حياتي ومزاجي بشكل كبير. كنتُ سعيداً في العزف كل أسبوع مع الفرقة والاستمتاع بهذه المشاعر العاطفية".
ويختم قائلاً "عندما تعيش مع مرض الباركنسون، من السهل أن تقول لا، لأن هناك أشياء كثيرة لا يمكنك القيام بها. ومع ذلك هناك ما يمكن القيام به".
يحتل مرض الباركنسون ثاني الأمراض التنكسية العصبية بعد مرض الألزهايمر، وهو يُصيب حوالى 10 ملايين شخص حول العالم. ويكون متوسط عمر التشخيص بالمرض 60 عاماً، ومن المتوقع أن يصاب حوالى 12 مليون شخص حول العالم في العام 2040.
وحسب موقع مايو كلينيك "يتعرض المصابون بمرض باركنسون لتحلل بعض الخلايا العصبية في الدماغ أو موتها تدريجيًا. ويرجع السبب في كثير من الأعراض إلى فقد الخلايا العصبية التي تنتج الناقل العصبي في الدماغ المُسمَّى الدوبامين. ويؤدي انخفاض مستويات الدوبامين إلى حدوث نشاط غير طبيعي في الدماغ، والذي يؤدي بدوره إلى حدوث إعاقة في الحركة إضافة إلى أعراض مرض باركنسون الآخر".
وفي 11 نيسان يحتفل العالم باليوم العالمي لمرض الشلل الرعاشي أو ما يعرف بمرض الباركنسون، وتقول منظمة الصحة العالمية إن حالات باركنسون تتزايد على الصعيد العالمي، وترتفع حالات الإعاقة والوفاة بسببه على نحو أسرع من أي اضطراب عصبي آخر.
وبهدف التوعية والتشخيص المبكر، إليكم العوارض المبكرة الأكثر شيوعاً لمرض الباركنسون التي يمكن التعرف إليها، وفق ما نشر موقع "Parkinson". وتجدر الإشارة إلى أن ظهور عارض واحد لا يعني أنه عليك أن تقلق، ولكن اذا كنت تعاني من مجموعة عوارض ننصحك باستشارة الطبيب.
5 علامات مبكرة للباركنسون
1- الرعاش أو الرجفة
هل تعاني أو لاحظت رعشة في أصبعك أو إبهامك أو يدك أو اهتزازاً خفيفاً؟ يعتبر الرعاش أثناء الراحة من العلامات المبكرة الشائعة لمرض الباركنسون.
ما هو الطبيعي؟
يمكن أن يكون الاهتزاز طبيعياً بعد ممارسة الكثير من التمارين أو اذا كنت متوتراً أو خضعت للجراحة. كما يمكن أن تحدث الرعشة نتيجة تناول الأدوية.
2- الخط الصغير
هل أصبح خطك أصغر مما كان عليه سابقاً؟ قد تلاحظ أن طريقة كتابة الكلمات قد تغيرت والحروف أصبحت أصغر ومتلاصقة. قد يكون التغيير في خط اليد علامة على الإصابة بمرض باركنسون الذي يُطلق عليه اسم micrographia.
ما هو الطبيعي؟
في بعض الأحيان يمكن أن تتغير الكتابة مع تقدمك في السن، إذا كانت يدك أو أصابعك متصلبة أو تعاني من ضعف في الرؤية.
3- فقدان حاسة الشم
هل لاحظت أنك فقدت حاسة الشم لبعض الأطعمة؟ اذا بدأت تعاني من مشاكل في الشم مثل الموز وعرق السوس، يجب استشارة الطبيب، قد يكون مرض الباركنسون.
ما هو الطبيعي؟
يمكن أن تتغير حاسة الشم لديك بسبب الزكام أو الأنفلونزا أو انسداد الأنف، ولكن يجب أن تعود عندما تتعافى.
4- اضطرابات في النوم
هل تتقلب في السرير أو تتصرف بأحلام عندما تكون نائماً؟ أحياناً قد يلاحظ شريكك ذلك أو ترغب في الانتقال إلى سرير آخر. ان الحركات المفاجئة خلال النوم قد تكون من علامات مرض الباركنسون.
ما هو الطبيعي؟
من الطبيعي أن يقضي الجميع ليلة يتقلب فيها الشخص بدل النوم. كذلك الأمر بالنسبة إلى هزات الجسم في بداية النوم أو أثناء النوم الخفيف، وهو أمر شائع وغالباً ما يكون طبيعياً.
5- صعوبة في الحركة أو المشي
هل تعاني من صلابة أو خشونة في جسمك أو ذراعك أو ساقيك؟ أحياناً يزول التيبس أثناء الحركة، ولكن في حال لم يحدث ذلك، فقد تكون علامة من علامات الباركنسون. أحياناً يصف الناس أنهم يشعرون أن "أقدامهم عالقة على الأرض".
ما هو الطبيعي؟
اذا خضعت لجراحة أو اصابة في كتفك أو ذراعك، قد تكون عاجزاً عن استخدام حركة يدك بشكل طبيعي، أو في حال كنت تعاني من مرض مثل التهاب المفاصل الذي يؤثر على الحركة.