بالرغم من انتشار فيروس #كورونا والمخاوف التي رافقت ظهوره، بقي الأطفال بمنأى عن خطورة عوارضه، أو أقله عند فئة كبيرة منهم. إن تحورات الفيروس التي تتكشف يوماً بعد يوم ترافقها عوارضها الخاصة، لكل متحور خصائصه وعوارضه وسرعة انتشاره، لكن يبدو أن المتحورات الأخيرة لفيروس كورونا قد انعكست على الأطفال أيضاً.
وأفاد الباحثون في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من عوارض كوفيد طويلة الأمد لديهم مخاطر مضاعفة لحدوث نتائج خطيرة مقارنة بالأشخاص الذين لم يصابوا بالفيروس، وفق ما نشر موقع webmd.
وكانت أبرز النتائج السيئة الأكثر شيوعاً التي خلصت إليها الدراسة، إلتهاب عضلة القلب، جلطة في الرئة، جلطة في الساق أو الفخد أو الحوض. هذه الحالات كانت نادرة أو غير شائعة عند الأطفال في هذا التحليل، لكن سُجل ارتفاع طفيف في حدوث هذه الحالات، حسب إصدار جديد لـ CDC.
وقال المحققون إن هذه النتائج تكشف أهمية التلقيح ضد كوفيد_19 عند الأميركيين الذين هم دون الـ18 عاماً، ونشرت نتائج الدراسة في التقرير الأسبوعي للمرضى والوفيات (MMWR).
ما نعرفه عن متلازمة كوفيد طويلة الأمد عند الأطفال
شملت معظم الأبحاث والدراسات حول كوفيد_19 البالغين، وهناك معلومات قليلة حول المخاطر التي يتعرض لها الأميركيون المراهقون الذين تقل أعمارهم عن 17 عاماً.
ولمعرفة مدى تأثير كوفيد عليهم، قارن الخبراء عوارض وحالات بين 781.419 مراهقاً وطفلاً أصيبوا بكوفيد_19 بـ2.344.257 لم يصابوا بالفيروس. وقد استندوا إلى البيانات المخبرية لهؤلاء الأطفال والمراهقين بين الفترة الممتدة بين 1 آذار 2020 حتى 31 كانون الثاني 2022 لمراقبة من حصل على هذه النتائج المسجلة المرتبطة بكوفيد طويل الأمد.
وقد تم تعريف حالة كوفيد طويل الأمد عندما تستمر العوارض لأكثر من 4 أسابيع بعد الإصابة بالفيروس.
ومقارنة بالأطفال الذين لم يكن لديهم تاريخ مع فيروس كورونا، انقسمت مجموعة كوفيد طويل الأمد إلى:
* 101% أكثر عرضة للإصابة بالإنسداد الرئوي الحاد
* 99% أكثر عرضة للإصابة بإلتهاب عضلة القلب أو اختلال في عضلة القلب
* 87% أكثر عرضة للإصابة بانصمام خثاري (جلطة دموية في الوريد)
* 32% أكثر عرضة للإصابة بالفشل الكلوي الحاد
* 23% أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الأول
فهل علينا أن نقلق من هذه النتائج؟ ومتى يجب استشارة الطبيب وعدم إهمال عوارض قد تظهر على الأطفال بعد تعافيهم من كورونا؟
يؤكد رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية الاختصاصي في طبّ الأطفال البرفيسور غسان دبيبو لـ"النهار" أننا بدأنا نرى حالات عند الأطفال تبقى فيها العوارض بعد الشفاء من كورونا على شكل آلام في الجسم، تعب، صداع أو التعب عند المجهود أو عدم القدرة على القيام بمجهود جسدي. لذلك نخشى أن تُسبب عوارض كوفيد طويلة الأمد مضاعفات صحية على المدى البعيد كالتجلطات أو مشاكل في القلب والرئة".
وعليه، تتم متابعة الأطفال الذين يعانون من كورونا طويل الأمد للتأكد من عدم حدوث أي من المضاعفات الصحية المذكورة. ويقول دبيبو: "عادة ما يتعافى الأطفال من عوارض كورونا بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بعد تشخيصه بالفيروس. ولكن يعاني بعض الأطفال من كورونا طويل الأمد، تستمر فيه العوارض لأكثر من ثلاثة أسابيع. وعليه، نجري لهم فحوصات خاصة (حسب العضو الذي نريد فحصه لتقييم حالته مثل الرئة أو القلب...). ووفق نتائج الفحوص، يمكن إعطاء الطفل أدوية مسيلة للدم لمنع التجلّطات".
وعن ارتفاع نسبة تسجيل عوارض طويلة الأمد عند الأطفال مقارنة بالمتحورات السابقة، يوضح دبيبو أنه "لا يوجد دراسات كافية حول هذا الموضوع، ونحن في انتظار بيانات جديدة لمقاربتها مع البيانات السابقة لمعرفة ما إذا كان هناك مساواة أو مقارنة في عوارض كوفيد طويلة الأمد بين المتحورات الحالية والمتحورات السابقة".
ويرى دبيبو أن "هذا الفيروس يُسبب التهاباً في أغشية الشرايين، وهذا الالتهاب في أغشية الشرايين التي يمر بها الدم يزيد قابلية حدوث خطر التجلّطات. وفي لبنان، هناك أشخاص لديهم استعداد للإصابة بالتجلّطات (حالة وراثية)، ولهذا السبب تكمن أهمية المتابعة الدقيقة مع الطبيب. والأهم إعطاء اللقاح للأطفال الذين هم فوق الـ5 سنوات الذي يؤمن الحماية من هذه المضاعفات".
كما يشير دبيبو إلى أن عوارض #أوميكرون عند الأطفال تشمل الحرارة، ألماً في الجسم، تعباً، سعالاً، ألماً في الحنجرة وصداعاً. وهناك بعض الحالات التي تستوجب الاستشفاء، ولا يمكن تعميم أن الحالات عند الأطفال جميعها خفيفة وبسيطة. صحيح أن الأطفال الذين يعانون من مضاعفات نتيجة الإصابة بالفيروس يكون لديهم مشاكل صحية أخرى، ولكن يُسجل أيضاً مضاعفات عند بعض الأطفال الذين ليس لديهم أي مشاكل صحية. ويجب التنبّه إلى بعض العوارض مثل الحرارة المرتفعة، الإسهال والتقيؤ الحاد حتى نتفادى خطر الجفاف وأي عارض تنفسي".