لم يتسنَّ لها أن تحمل ابنتها، التي أنجبتها، بين ذراعيها طويلاً، فهي التي أعطت الحياة خطفها الموت بعد أسبوع من الولادة.
9 أشهر انتظرت بصبرٍ وحبٍّ لتحتضن ابنتها المولودة؛ 9 أشهر عاشت أمومتها التي نمت في أحشائها يوماً بعد يوم. لكنّ ما حلمت به طويلاً تحوّل إلى سرابٍ، وباتت الشّابة ريان العوض ذكرى لزوجها ومولودتها الجديدة.
بالأمس، دُفنت ريان بعد أن خطفها الموت باكراً نتيجة جلطة دماغية. لم يصمد جسدها الذي أنجب طفلة صغيرة أمام هذه الجلطة التي أصابتها بعد أسبوع من الولادة.
أحياناً، يصعب علينا أن نفهم حكمة ما جرى، حيث الموت والحياة في ازدواجيّة غريبة؛ فالطفلة أبصرت النور، ووالدتها أغمضت عينيها إلى الأبد. لم تشبع ريان من طفلتها، ولم يتسنَ لتللك الطفلة المولودة حديثاً أن تتزوّد بالمزيد من الحنان والحبّ من أمها. كل شيء كان سريعاً ومفاجئاً وغامضاً، إذ منذ أسبوعين تقريباً وُلدت تلك الصغيرة، لكنّها اليوم تجد نفسها يتيمة... إنه القدر!
يروي الشيخ محمد الزحاف، وهو جار والديها لـ"النهار"، ما جرى مع ريان قائلاً "أنجبت طفلتها بعد جراحة قيصرية، وعادت إلى منزلها، وبين ذراعيها مولودتها الأولى. وبعد أسبوع على الولادة، شكت ابنة الـ25 عاماً ألماً شديداً في رأسها. وبالرغم من أخذها "الباندول" فإنّ الوجع كان يشتدّ أكثر، فتوجّه بها زوجها إلى المستشفى".
لم يكن أحد يتصوّر أن هذا الوجع يخفي خطراً أكبر، وأن الصداع كان نتيجة إصابتها بجلطة دماغيّة.
يوضح الزحاف أنه "بعد إجراء صورة شعاعيّة للرأس تبيّن وجود دم في الدماغ. لم تنجح كلّ المحاولات في إنقاذها، حتى أنه تمّت مراجعة أكثر من طبيب في بيروت للوقوف على رأيه الطبيّ إلا أنّهم جميعهاً أكّدوا أن "لا حول ولا قوة"، وأنّ أيّامها معدودة، وأن ليس في اليد حيلة".
بقيت ريان تصارع الموت لـ5 أيّام أو 6 في المستشفى قبل أن تستسلم للموت. لم تكن هذه الشابة تشكُو من أيّ عارض صحيّ، إلا أنها كانت تشكو أحياناً من صداع بسيط، وسرعان ما ترتاح بمجرد تناول الدواء. لكن الألم هذه المرة كان مختلفاً ونهايته مأساوية.
رحلت ريان مخلّفةً وراءها زوجاً مفجوعاً، وطفلة صغيرة تنتظر رجوعها، بعد أن أودت جلطة دماغيّة بحياة هذه الشّابة، الزوج والأم الحديثة، لتكتب نهاية حزينة في أحد المنازل في زغرتا.