النهار

شلل الأطفال "القاتل الصامت"... وجود مئات الحالات المنتشرة في المجتمع
المصدر: النهار
شلل الأطفال "القاتل الصامت"... وجود مئات الحالات المنتشرة في المجتمع
انتشار صامت لشلل الأطفال في نيويورك.
A+   A-
 

منذ اكتشاف الحالة الأولى من شلل الأطفال في نيويورك وتراقب الهيئات الصحية ما يجري عن كثب خوفاً من أي انتشار كبير. في العام 1952 شهدت الولايات المتحدة على واحدة من أشد حالات التفشي لشلل الأطفال حيث أصاب الفيروس حوالى 58 ألف شخص في الولايات المتحدة وشلّ أكثر من 21 ألف شخص وقتل أكثر من 3100 شخص.
 
هذا الفيروس الذي عاود الظهور بعد اختفائه لعشر سنوات فرض متابعة حثيثة، وقد ظهرت في السنوات الأخيرة حالات شلل أطفال مرتبطة بتسرّب من اللقاح الفموي، في المجتمعات حيث معدلات التطعيم متدنية.
 
هذا الإنتشار الصامت لشلل الأطفال دفع بمسؤول كبير في المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) إلى القول "إن حالة شلل الأطفال التي تم تحديدها في نيويورك الشهر الماضي "مجرد قمة جبل جليدي"، ومؤشر على أن "وجود مئات الحالات المنتشرة في المجتمع". حسب ما نشر موقع"سي أن أن" العربية.
 
علماً أنه تمّ تشخيص الحالة في مقاطعة روكلاند، حيث تشير البيانات إلى أنّ معدل التطعيم ضد شلل الأطفال فيها منخفض جداً.
 
وأوضح مدير المركز الوطني للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها الدكتور خوسيه روميرو "أنّ غالبية المصابين بشلل الأطفال لا تظهر عليهم أعراض، وبالتالي يمكنهم نشر الفيروس من دون علمهم".
 
وأشار إلى أن " هناك عدد من أفراد المجتمع الذين أصيبوا بفيروس شلل الأطفال.. سيكون انتشاره احتمالًا قائمًا دومًا لأنّه سيكون صامتًا".
وقد أعرب فريق من محققي الوكالة الذي سافر إلى مقاطعة روكلاند عن قلقهم من انتشار شلل الأطفال بسرعة كبيرة، خصوصاً أن شلل الأطفال قد يتسبّب بالموت وشلل غير قابل للشفاء.
 
 
 
ويعتبر الأشخاص غير المحصّنين وغير الملقّحين الأكثر عرضة للخطر، لا سيّما أنّ معدلات التطعيم ضد شلل الأطفال في مقاطعتَي روكلاند وأورانج المجاورة، شمال مدينة نيويورك، تبلغ نسبة 60٪ مقارنة مع نسبة 93٪ على الصعيد الوطني.
 
في المقابل، يتمتع معظم الأشخاص في الولايات المتحدة بالحماية بفضل التعطيم، في حين قد يكون آخرون عرضة للفيروس لأسباب عدّة.
 
وحُدّدت حالة نيويورك بأنها فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح ذات النمط 2، ما يشير إلى أنه منتقل من شخص تلقى لقاح شلل الأطفال الفموي، الذي يحتوي على نموذج حي لكن ضعيف من فيروس شلل الأطفال.
 
وتعد هذه أول حالة شلل أطفال يتم تشخيصها في الولايات المتحدة منذ عام 2013، بحسب وزارة الصحة في نيويورك.
 
وعندما تنتشر هذه السلالة الضعيفة من الفيروس بين السكان غير المحصّنين، عادة في المناطق ذات الظروف الصحية السيئة، يمكن للفيروس أن يكتسب طفرات ويعود إلى الصيغة التي تسبب الشلل.
 
العوارض
اكتشف الفيروس في مياه الصرف الصحي بمقاطعة روكلاند ومقاطعة أورانج المجاورة. ورُبطت العينات الإيجابية وراثيًا بالحالة الفردية.
وبحسب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، لا تظهر الأعراض على حوالي 3 من كل 4 أشخاص مصابين بشلل الأطفال. غير أنّ في وسعهم نقل الفيروس للآخرين.
 
وبالنسبة إلى باقي الأشخاص، يعاني معظمهم من أعراض مثل التهاب الحلق، أو الصداع، اللذين يمكن التغاضي عنهما بسهولة أو الخلط بينهما وبين أعراض أمراض أخرى.

يصاب عدد صغير نسبيًا بالشلل، أي حوالي 1 من كل 200 شخص، فيما يفارق الحياة عدد قليل من المصابين بالشلل لعدم تمكّنهم من التنفس.








اقرأ في النهار Premium