النهار

البروفيسور جاك مخباط يتحدّث لـ"النهار" عن المتحوّر الفرعي من أوميكرون الموجود في لبنان... وهذه توصيات الحجر
ليلي جرجس
المصدر: "النهار"
البروفيسور جاك مخباط يتحدّث لـ"النهار" عن المتحوّر الفرعي من أوميكرون الموجود في لبنان... وهذه توصيات الحجر
صورة أرشيفية من داخل مستشفى الحريري الجامعي (نبيل اسماعيل).
A+   A-
عادت أرقام الإصابات إلى الارتفاع مع متحور #أوميكرون الذي بات المسيطر في كثير من الدول، من دون أن تقف الحماية المكتسبة من اللقاح أو الإصابة الطبيعية حاجزاً أمام الفيروس المعديّ؛ فالأشخاص معرّضون للإصابة بعدوى كورونا من جديد.
 
هذا المتحور الفرعي، الذي دفع العديد من الخبراء والأطباء إلى التحذير منه، والذي يقف وراء ارتفاع الإصابات في مختلف دول العالم، قادر على الانتشار بشكل أكبر، وعلى إصابة الأشخاص الملقّحين أو الذين تعافوا منه أخيراً.
 
زيادة الإصابات يُقابلها تخفيف أو رفع الإجراءات الوقائيّة في الدول التي ساهمت في انتقال العدوى بشكل أسرع. وقد شهد فيروس كورونا تحوّرات عديدة، ولكلّ منها خصائصها وعوارضها وتوصياتها، وآخرها كان ظهور متحوّرات فرعيّة من متحور أوميكرون، الذي يبدو أنّه أخفّ ضرراً من المتحوّرات السابقة، ولكنه أسرع في الانتشار والعدوى.
 
وهذا ما دفع بكبير المستشارين الطبيين للرئيس الأميركي جو بايدن أنتوني فاوتشي إلى التحذير من "سرعة انتشار المتحور الفرعي المسؤول عن 60% من الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة" عازياً السبب إلى "قدرة السلالات الجديدة لأوميكرون على التهرّب من الأجسام المضادّة، وعدم قدرة اللقاحات الحالية على مواجهتها".
 
 
ولكن ماذا عن لبنان؟ وما هو المتحور المسيطر اليوم والمسؤول عن رفع عدد الإصابات؟
 
يتحدث الاختصاصي في الأمراض الجرثومية البروفيسور جاك مخباط لـ"النهار" عن أن متحور أوميكرون أنتج متحورات جديدة متفرّعة عنه مثل: BA.1 وBA.2 وBA.3 وBA.4 وBA.5، واليوم نشهد على متحوّر في داخل متحور BA.2.75، الذي ظهر أخيراً في الهند وبعض الدول الأوروبيّة.
 
وممّا لا شكّ فيه أن متحوّر BA.5 موجود في لبنان منذ فترة، وعوارضه شبيهة بعوارض متحور أوميكرون، لكنّها أقلّ حدّة من عوارض متحوّر دلتا.
 
وتتمثل أبرز عوارضه، التي هي شبيهة إلى حدّ كبير بعوارض الرشّح بـ:
* ألم في الحنجرة
* سيلان الأنف
* ألم في الرأس
* ارتفاع في الحرارة
* ونادراً جداً أن يُصاب الشخص به من دون أن تظهر عليه أيّ عوارض.

ما هي خطورة هذا المتحور؟
 
يرى مخباط أن خطورة هذا المتحور الفرعي BA.5 أنّه يتهرّب من الأجسام المضادة الناجمة عن التلقيح أو الإصابة السابقة، اللذين يفترض بهما أن يؤمّنا (الإصابة أو اللقاح) حماية ضد الإصابة بهذا المتحوّر بنسبة 50% فقط. وعليه أصبحت الحماية منه أقلّ، وبات علينا العودة إلى طرق الوقاية الكلاسيكية أي ارتداء الكمامة، التباعد الاجتماعي، غسل اليدين... والتي يجب الاعتماد عليها والتشديد على أهمّيتها والالتزام بها".
 
ويؤكّد مخباط أهمية اللقاح الذي بالرغم من تراجع نسبة حمايته فإنه يخفّف من المضاعفات الشديدة، ويُقلّل من نسبة الوفيات.
 
واليوم يتمّ الحديث أكثر فأكثر عن لقاحات جديدة قد يبدأ إنتاجها في أواخر الصيف، وهي تحتوي على متحوّرات عديدة، ويكون لديها فاعليّة على المتحوّرات الجديدة والقديمة معاً.
 
 
توصيات جديدة للعزل؟
 
يوضح البروفيسور في الأمراض الجرثومية أن التوصيات الأميركية تقضي بحجر المصاب 5 أيام في المنزل، قبل أن يُسمح له بالخروج، بشرط إجراء فحص الـPCR وارتداء الكمامة لمدّة 5 أيام.
 
ولكن في لبنان، ما زالت توصياتنا تفرض الحجر لمدة 7 أيام (من دون إجراء الفحص)، ثم يمكن للشخص المصاب الخروج بشرط ارتداء الكمامة لمدة 5 أيام. وتُعتبر هذه الإرشادات اللبنانية عقلانية وآمنة وحذرة أكثر.
 
كذلك يُشدّد مخباط على أن "الالتزام بالكمامة أمرٌ أساس وضروريّ، بغضّ النظر عن الوضع بعد الإصابة أو من دونها، وعلينا أن نعرف أن القرار الطبيّ والصحيّ يبقى أهمّ من أيّ قرار اقتصاديّ؛ وأعني بذلك أن الموظّف المصاب لا يُمكن إجباره على العودة إلا إذا كنّا في حالة طارئة، ويجب أن يحافظ على التباعد الاجتماعي، وعدم الانخراط مع الآخرين، والالتزام بالكمامة،  وتفادي الاتصال مع باقي الموظّفين".
 
ولا يُخفي مخباط أن "الإصابات الموجودة عددها أعلى بكثير من الإصابات المسجّلة رسمياً، ويعود ذلك إلى أنّ هناك قسماً كبيراً من الناس غير قادر على إجراء الفحص؛ وهناك البعض من الذين يلجؤون إلى الفحص السريع للتأكّد من صحة إصابتهم. وبالتالي، يصعب إحصاء كلّ هؤلاء ومعرفة نتائجهم، بالإضافة إلى أن هناك عائلات تكتفي بنتيجة أحد أفرادها حتى لا يضطروا جميعاً إلى إجراء الفحص. لذلك، إن أرقام الإصابات أعلى بكثير من الأرقام الصادرة، وتبقى الوقاية أفضل حماية لتفادي نقل العدوى وسرعة الانتشار".
 
ويختم مخباط قائلاً "إن الإصابات إلى ازدياد، ولكن الحالات الخطرة التي تستوجب الاستشفاء لا تزال ضئيلة، ولذلك نشدّد على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائيّة التي تحمي من انتشار الفيروس".

اقرأ في النهار Premium