تتوالى المعلومات الخاصة بفيروس #كورونا الذي يبدو أنّ نهايته لن تكون قريبة، وبعد دراسات عدة حول مدة بقاء الفيروس على الأسطح وخطورتها في نقل العدوى، أظهرت دراسة أميركية جديدة أن خطر نقل العدوى يبقى موجوداً لمدة شهر من خلال اللحوم المبردة، كيف؟
وفق دراسة أميركية أن اللحوم المبردة ممكن أن تحمل الفيروس لمدة شهر، ما يزيد خطر انتقال العدوى عن طريق الأمعاء.
هل يمكن أن نصاب بالفيروس من خلال ثلاجتنا؟ بحسب الدراسة الأميركية التي نُشرت في حزيران 2022 في مجلة Applied and Environmental Microbiology فالفيروس يمكنه البقاء حوالى 4 أسابيع على اللحوم المبردة والفرزة، ومن ثمّ ينمو ويتطور في الأمعاء، وفق ما نشر موقع webmd.
وفي التفاصيل، أجرى فريق في علم الفيروسات في جامعة Campbell في نورث كارولينا اختبارات على الدجاج، لحم البقر، لحم الخنزير والسلمون من خلال الاعتماد على فيروسات بديلة لها طفرات بروتينية مماثلة لفيروس سارس كوفي 2 وهي: فيروس مادتها الوراثية الحمض النووي الريبي بالإضافة إلى اثنين من الفيروسات التاجية الحيوانية.
في غياب انتقال مجتمعي سابق لفيروس كورونا المستجد، كان الفيروس المسبّب لمرض "كوفيد 19"، ينتشر في مناطق مثل جنوب شرقي آسيا، وهو ما دفع أكثر من فرقة بحثية حول العالم إلى اختبار إمكان انتقاله عبر منتجات اللحوم المعبأة، التي تمّ إنتاجها في مناطق ينتشر فيها الفيروس.
وعليه، وضع الباحثون الفيروسات المماثلة في منتجات اللحوم والأسماك، وتمّ تخزينها في الثلاجة على حرارة 4 درجات مئوية أو 39.2 درجة فهرنهايت، وفي الثلاجة على درجة حرارة أقل من 20 درجة مئوية أو أقل من 4 درجات على درجة فهرنهايت. والنتيجة ؟ بقاء الفيروس حياً لمدة 30 يوماً.
وتشرح الأستاذة المساعدة في قسم الصحة العامة في جامعة كامبل بولاية نورث كارولاينا والباحثة الرئيسية للدراسة إميلي بايلي: "صحيح أننا لا نقوم بتخزين اللحوم في الثلاجة لمدة 30 يوماً ولكننا سنخزنها في الفريزر لهذه الفترة".
قد لا تقوم بتخزين اللحوم في الثلاجة لمدة 30 يومًا، ولكن يمكنك تخزينها في الفريزر طول هذه الفترة، والدراسة الجديدة تنبّهك إلى أن الفيروس يمكن أن يظل حياً في درجة التجميد طوال تلك الفترة. وتعتبر نتائج هذه الدراسة مهمة لأن الفيروس يمكن أن يتكاثر في الأمعاء وليس فقط في الجهاز التنفسي".
كذلك وجد الباحثون أن الفيروسات لا تعمل بشكل جيد في درجات حرارة مبرّدة كما هي الحال مع درجات الحرارة المجمدة، كما اختلفت الأرقام حسب الأصناف الغذائية.
لذلك نحن بحاجة إلى جهود متواصلة كما تقول بايلي "لمنع تلوّث الأطعمة وأسطح تجهيز الأغذية ونظافة العمال والأدوات المستخدمة في تجهيز الأغذية وتصنيعها والتشديد على تكثيف التطهير قبل وبعد التعبئة".
وفي هذا الصدد، تشرح الأستاذة المحاضرة في الجامعة الأميركية في بيروت والمتخصصة في سلامة الغذاء ريم حمزة لـ"النهار" أنّه "لا داعٍ للقلق والهلع من نتائج هذه الدراسة التي تهدف إلى إظهار أن الفيروس يبقى موجوداً في المنتجات اللحوم والدجاج والسمك لمدة 30 يوماً في حال تخزينه في الثلاجة أو الفريزر. لأننا نعرف أن الطريقة الوحيدة للتخلص منه والقضاء عليه يكون عبر عملية الطهي".
إذاً، برأي حمزة أن هذه الدراسة جاءت لتؤكد مرة جديدة أهمية التعامل مع تحضير الطعام والمنتجات الغذائية وكيفية الحفاظ على نظافة وسلامة الغذاء وطريقة حفظه وتخزينه ونقله وتغليفه. وكل هذه التفاصيل تعتبر مهمة لأنها تساهم في تقليل أو زيادة خطر نقل العدوى، ويعتمد ذلك على مدى إلتزام العاملين في هذا القطاع على المعايير في سلامة الغذاء والصحة بشكل عام.
فهذه العملية من المصدر إلى المستهلك تمر بمراحل عديدة، وكيف نقوم في تعقيم وتنظيف هذه المنتجات وتغليفها وتخزينها في الثلاجة، بالإضافة إلى عملية طهيها وتبريدها... ويجب والتأكد من تطبيق كل المعايير المتعلقة بسلامة الغذاء في كل خطوة، لتفادي الجراثيم والبكتيريا التي يمكن نقلها.
لذلك تشير حمزة إلى أنّه بمجرد قيامنا بعملية الطهي نكون قضينا على الفيروس ولكن يجب الانتباه من خطر نقل العدوى بعد الطهي بسبب عدم غسل اليدين والالتزام بنظافة المكان الذي نستخدمه لتحضير الطعام . وبالتالي يمكن نقل الكورونا بسبب قلة النظافة وعدم غسل اليدين، ما يعرّض المنتجات حتى لو بعد طهيها، إلى خطر نقل الفيروس مجدّداً إليها.