النهار

كيف تمكن شاب مصاب بالشلل الدماغي الرباعي من "المشي" لأول مرة؟
المصدر: "بي بي سي"
كيف تمكن شاب مصاب بالشلل الدماغي الرباعي من "المشي" لأول مرة؟
جاكوب.
A+   A-
تقول لينزي سامرز إنّها تحلم برؤية ابنها جاكوب يمشي، وهو البالغ من العمر 19 عاماً، والمصاب بشلل دماغيّ رباعيّ يؤثر على ذراعيه وساقيه، ويمنعه من المشي، قبل أن يتمكّن أخيراً من الوقوف لأول مرّة، بفضل آلة جديدة في مدرسته.
قالت لينزي: "لديّ حلم بأن يتمكّن ابني جاكوب من المشي وهذا أمر عاطفيّ، لكنّني أرى ذلك بدأ يتحقق. أعتقد أن هذا هو أهمّ حلم أتمنّى أن يصبح حقيقة".

وأضافت، "إنه إحساس لم يكن يستطيع أن يجرّبه من قبل".
 
 
لا يستطيع جاكوب، وهو من مدينة كارديف في بريطانيا، الجلوس من دون مساعدة، لذا فإن معظم حركته تأتي عادة من جلسات العلاج الطبيعيّ.

تقول لينزي: "كنّا نحاول القيام ببعض الأمور في الصباح، لجعله يسترخي فقط"، في إشارة منها إلى تمرينات الكاحل والسّاق، التي يمكن أن تكون "غير سلسة" بالمرّة.

وأضافت: "إنه أمر مرهق للغاية بالنسبة إلى الشخص الذي يقوم بذلك، لذا لا يمكن القيام بهذه التمرينات إلا لفترة قصيرة، خاصة أن جاكوب أصبح بالغاً الآن".
 
 
وأردفت، "لذا، فحين يكون لديه آلة يُمكنه استخدامها لفترة أطول، وتعطيه إحساساً بالمشي لم يجرّبه من قبل، فإنه يستخدمها، ويمكنك رؤية الابتسامة على وجهه".

مدرسة "اسغول واي ديري"، مدرسة خاصّة في مدينة بينارث البريطانية للتلامذة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و19 عاماً، وهم من ذوي الحاجات التعلّميّة والجسدية الخاصّة والتوحّد.

وقد قام اختصاصيو العلاج الطبيعي في المدرسة بتجربة جهاز إنووك Innowalk لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يساعد التلامذة المصابين بالشلل.

بعد ثمانية عشر شهراً من استخدام الجهاز، قالت اختصاصية العلاج الطبيعي للأطفال، إميليا ستابس، (31 عاماً)، إنهم لاحظوا فوائد حقيقية وواضحة على التلامذة.

وأضافت: "إنهم يقفون ويؤدّون بعض الأنشطة، وهو ما لم يكونوا قادرين عليه من قبل".

وتابعت ستابس: "نلاحظ أنّهم أكثر سعادة عندما يأتون إلى العلاج الطبيعي، ويحبون حقاً التعامل معنا".

تقول لينزي إن جاكوب يتطلّع إلى جلساته: "إنّه يحصل على دفعة من هرمون الإندورفين عندما يكون على الجهاز، لذا يكون في حالة مزاجيّة أفضل بكثير".

وتضيف: "إنه سعيد ومرح. إنه ينام جيّداً عندما يستخدم الجهاز. يساعده على العناية الشخصية وحركات الأمعاء ويخفّف ألم عضلاته. إنّه يستمتع به حقاً".

كما أن التلميذة سيرين (14 عاماً) تستمتع أيضاً باستخدام الجهاز.

وقالت: "إنه في الواقع لطيف. إنه يبعث على السعادة إذا كان لديك شيء ممتع لتفعله عليه".

وقد اقترح فنيّ التكنولوجيا المساعد بالمدرسة، آرون هوكسويل، فكرة إدخال سمّاعات الواقع الافتراضيّ إلى التجربة. وقاموا باختبار سلسلة من مقاطع فيديو الواقع الافتراضي لتحديد أيّ منها يقدّم تجربة المشي الأكثر واقعية للمستخدم.

وأوضح هوكسويل بأن "الفرحة التي تراها على وجوه بعض التلامذة الذين لا يستطيعون الكلام، لا يمكنك التعبير عنها بالكلمات".

وأضاف: "حتى نحن، الذين كنّا هنا لفترة طويلة، لا تزال عيوننا تدمع. وعندما نعود إلى المنزل نفكّر في الأمر. إنه يسعد يومنا تماماً".

وقد قرّرت المدرسة شراء جهازين بعد رؤية النتائج الإيجابية.

وقال مدير المدرسة كريس بريتن: "بالنسبة إلينا، نحتاج إلى الاستثمار في رفاهية التلامذة بقدر ما نستثمر في تعليمهم".

وأضاف: "عندما يكون الأطفال بصحة جيّدة ويكونون في مكان جيّد يمكنهم حينها التعلّم، وهذا يفيدنا جميعاً - وأقصد هنا مجتمعنا بأكمله، ليس أنا فقط، وليس المعلّمين فقط، ولكن الآباء أيضاً وعائلات التلامذة".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium