النظام الغذائي سيف ذو حدين، واختيار الأطعمة ومعدّل استهلاكها ونوعيّتها قضايا تكفل تحديد مسار حياتك الصحيّة في المستقبل.
صحيح أن هذه الخلاصة ليست جديدةً، وأنّ هناك أطعمة مفيّدة للصحة ولتعزيز وظائف الجسم بطريقة سليمة، في مقابل أطعمة أخرى كفيلة بزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض. لكن ماذا عن الدّماغ؟
على الرّغم من أن اتّباع نظام غذائيّ غنيّ بالأطعمة المصنّعة مثل "رقائق الشيبس" ورقائق الحبوب المحلّاة و"الهوت دوغ" سيؤدّي إلى مشكلات صحيّة، فإن دراسة جديدة تكشف كيف يُمكن لهذه الأطعمة أن تُسبّب أيضاً انخفاضاً كبيراً في وظائف الدماغ، وفق ما نشر موقع webmd.
وقد أظهرت دراسة حديثة عُرضت في المؤتمر الدولي لجمعية الألزهايمر أن الأطعمة المصنّعة مثل رقائق الشيبس والآيس كريم والشوكولاتة والهوت دوغ وغيرها تعتبر ضارّة بالدماغ.
وفي التفاصيل، درس الباحثون عادات الأكل والأداء من خلال اختبارات لمهارات التفكير لنحو 11 ألف بالغ من البرازيل لعدّة سنوات.
والنتيجة؟
وجد الباحثون تراجعاً في القدرات الفكريّة عند الأشخاص الذين تناولوا الأطعمة المصنّعة والأغذية فائقة المعالجة، مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتناولوا هذا النوع من الأطعمة غير الصحيّة.
لذلك، تؤكّد ناتاليا غونكالفز الحاصلة على الدكتورة من كلية الطب في جامعة سان باولو في البرازيل أنّه "لصحّة الدماغ، من الأفضل تناول أطعمة محضّرة في المنزل من خلال مكوّنات طازجة عوض تناول الأطعمة الجاهزة والخفيفة"، في حين يرى المدير العلميّ المشارك في جمعية الألزهايمر الدكتور بيرسي غريفن أنه "ليس مفاجئاً، وإنما مزعج أن نرى بيانات جديدة تؤكّد أن الأطعمة المصنّعة وفائقة المعالجة يمكن أن تُسرّع في تدهور المهارات الفكرية والعقلية".
تتميّز هذه الأطعمة المصنّعة بإضافة عددٍ من المكوّنات إليها مثل السكّر والدّهون والملح، في حين تحتوي على نسبة قليلة من الألياف والبروتين. وهي تشمل:
* المشروبات الغازية
* رقائق الشيبس
* الشوكولاتة
* الحلويات
* الآيس كريم
* حبوب الإفطار المحلّاة
* الشوربات المعبّأة
* الناغتس
* الهوت دوغ وغيرها...
وفي الثلاثين سنة الماضية، شهدت زيادة مطّردة لاستهلاك الأطعمة فائقة المعالجة في كلّ أنحاء العالم، ولقد ارتبط تناولها بأمراض ومشكلات صحيّة عديدة، منها السّمنة، أمراض القلب والسرطان.
وتعتبر هذه الدراسة الحديثة دليلاً إضافياً على أنّ ما نأكله يؤثر على أدمغتنا مع تقدّم العمر. ووجدت الدراسة أنّ الأشخاص الذين حصلوا على 20٪ أو أكثر من سعراتهم الحرارية اليوميّة من الأطعمة فائقة المعالجة شهدوا انخفاضًا أسرع بكثير في الأداء المعرفي (25% في القدرة الوظيفية، و28% في القدرات الفكرية) على مدى 6 إلى 10 سنوات مقابل الأشخاص الذين يتّبعون وجبات تحتوي على القليل من الأطعمة المصنّعة.
ولكن الخبر السّارّ وفق دكتور غريفن أن "هناك خطوات يُمكن اتّباعها للتقليل من خطر التدهور الفكريّ مع تقدّم العمر وتتمثل بنظام غذائيّ صحيّ متوازن، ممارسة الرياضة بانتظام، النوم بشكل كاف، الحماية من إصابة الرأس، الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على صحة القلب".