النهار

تفاصيل وفاة ابن الـ16 عاماً بعد تنشّقه دخان المولّد الكهربائيّ... قريبه لـ"النهار": صدمة كبيرة
المصدر: النهار
تفاصيل وفاة ابن الـ16 عاماً بعد تنشّقه دخان المولّد الكهربائيّ... قريبه لـ"النهار": صدمة كبيرة
الفتى زاهر الأيّوبي.
A+   A-
لحظات قليلة قادرة أن تغيّر مصير إنسان، أمتار قليلة كتبت نهاية الفتى زاهر الأيوبي، لم يكن أحد يتصوّر أن تكون وفاته بهذه الطريقة، لكنّها حصلت. ابن الـ16 عاماً قضى اختناقاً نتيجة تنشّقه دخان مولد كهرباء في غرفة تفتقر إلى التهوئة، دخل إليها بسرعة لكنّه خرج منها جثّة. المأساة كبيرة والحرقة أكبر.
 
خبر مقتضب ينعي وفاة الفتى زاهر، لا تفاصيل إضافية ولا معلومات عن حقيقة ما حصل. ولكن كيف تسرّب الدخان إلى الحمام؟ ماذا جرى معه؟ أسئلة كثيرة تتوالى، والخوف من تكرار هذه الحادثة في ظلّ غياب التوعية حول مخاطر ما قد يتعرّض له شبابنا وأطفالنا اليوم.
 
يتحدّث أحد أقارب زاهر لـ"النهار" عن صدفة تواجده في المكان، يقول "كان زاهر يتحضّر للذهاب لحضور مباراة كرة القدم في أحد مقاهي الضيعة، حيث يجتمع الأهالي عادة لمشاهدة المباريات، ولكن أحياناً تلعب بعض الصدف دورها بطريقة غريبة تغيّر مجرى الأحداث. وهذا ما حصل فعلاً مع زاهر، حيث ذهب إلى منزله لدخول الحمام ونتيجة الزحمة لم يتمكّن من الدخول فقرّر الذهاب إلى المستودع الذي لا يبعد عن منزله بضعة أمتار. لم يعلم أحد بوجوده هناك، وظنّ الجميع أنّه قصد المقهى لمتابعة المباراة. وكانت الصدمة".
 
بعد انتهاء المباراة، عاد الجميع إلى منازلهم إلّا زاهر. وهنا بدأت رحلة البحث عنه، كانت الوجهة الأولى المقهى قبل أن تتوسّع مساحة ورقعة البحث إلى أبعد من ذلك. لم يكن أحد يتوقع أن يجده في المستودع القريب من منزله، وبعد أن دخلنا إلى هناك وجدناه ساقطاً على الأرض على باب الحمام. ونرجّح أنه حاول الخروج بعد أن شعر أنه ليس على ما يرام، إلّا أنّه أغمي عليه قبل أن يموت اختناقاً نتيجة تنشّقه الدخان الصادر من المولد الكهربائيّ الموجود في المستودع."
 
كان الدخان قاتلاً لأنّ المولد موجود في غرفة مستودع لا تهوئة فيها، وهذا ما قضى عليه سريعاً، كما أنّ قصده للمكان من دون علم أحد كان عاملاً أساسياً إضافياً لعدم تفقّده نتيجة تأخّره. يعترف قريبه أنّ "وفاته صادمة وقاسية، هو الذي يحبّ الحياة وكثير الحركة، انتهت حياته بهذه الطريقة. لم يتسنَّ لصغير المنزل أن يعيش حياةً أطول وأن يحقّق حلمه في أن يصبح مهندساً".
 
 
هذه الحادثة تطرح أكثر من سؤال، وتستدعي التوقّف عندها منعاً من تكرار هذه المأساة في حياة عائلة أخرى. من يراقب غرف المولدات الكهربائيّة وشروطها، إذ لا يجب أن يكون المولد داخل غرفة تفتقر إلى التهوئة لأنّها قد تكون قاتلة.
 
لكن ما الذي أدّى إلى وفاة زاهر السريعة؟ يشرح رئيس قسم العناية الفائقة والاختصاصي في الأمراض الصدرية والإنعاش في مستشفى المعونات – جبيل الدكتور بيار إده لـ"النهار" أنّ "وجود مولّد كهرباء في غرفة مغلقة لا تهوئة فيها يؤدّي إلى ارتفاع في مستويات أوّل أكسيد الكربون أو الفحم الناتج من المولّد الكهربائيّ (CO). وبالتالي تواجد شخص داخل هذه الغرفة لبعض الوقت من شأنه أن يُشكّل خطراً كبيراً على حياته ونقول أنّه "فحّم"، حيث يشعر الشخص بالنعاس ويبدأ بالهلوسة ومن ثمّ يموت اختناقاً".
 
ويضيف إده: "المشكلة أنّ هذه المادّة غير مرئية ولا نشعر بها، ولكنّ تنشّقها بكمية كبيرة تُسبب الاختناق لأنّ نسبة أوّل أكسيد الكربون تكون مرتفعة جداً في مثل هذه الغرفة، فإذا كانت النسبة ضيئلة فهي لن تُسبّب الوفاة ولكن إذا كانت الغرفة مشبعة فهي حتماً ستكون قاتلة. لذلك ممنوع وضع مولّد للكهرباء في غرفة تفتقر إلى التهوئة، وفي حال تعذّر ذلك يجب أن يكون منفّس المولّد موصولًا بقسطر يصل إلى الخارج ليبثّ الانبعاثات خارجاً وليس داخل الغرفة. ولا يجب أن يكون المنفّس داخل الغرفة لأنّه يكون قاتلًا".
 
ما جرى مع زاهر مؤلم حقّاً، دخوله إلى الحمام كلّفه حياته في مستودع يحتوي على مولّد كهرباء، الحذر واجب والتوعية ضرورية، توفّي زاهر اختناقاً وهو ما زال في ربيع عمره، فاحذروا خطر الانبعاثات القاتلة في غرفة مغلقة.





الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium