يروج التوجّه إلى اللياقة البدنية وممارسة الرياضة بنسبة لافتة جداً، خصوصاً مع اجتياح الصفحات المتعلّقة بالتمارين الرياضية وما يرافق هذه الممارسات من عادات غذائية وحياة صحية، على منصّات التواصل الاجتماعي. انتشار يستلهم منه المستخدمون ويدفعهم ليميلوا إلى مواكبة الاتجاهات الصحيّة.
لكن ممارسة الرياضة ليست بالأمر البسيط كما يُعتقد، إذ يمكن التعرّض للإصابات إن لم يكن جسم الشخص مهيّأً للتمرين، أو إن كانت لديه نقاط ضعف معيّنة في جسده هو غافل عنها، تؤدّي إلى الإصابات الرياضية كذلك.
يبدأ الدكتور شادي حاتم، المتخصِّص في العلاج الفيزيائي والإصابات الرياضية، حديثه لـ"النهار" بأنّ ما يجب على المبتدئين فعله قبل البدء بالرياضة هو استشارة تقييمية لصحّتهم من قِبل مختَصّ وخبير بالرياضة والطب الرياضي، بحيث يسأل الأخير الزبون عمّا إن كان يعاني من أية أمراض أو مشاكل مفاصل حديثة أو قديمة، أو يتناول أدوية، وإن كان مدخِّناً، وعمره، وغيرها من الأسئلة. وإن كان الشخص يعاني من هذه المشاكل، فعليه إبراز إفادة من الطبيب تسمح له بممارسة الرياضة، أمّا إن كان سالماً من جميع هذه المشاكل، فيمكنه البدء بالرياضة على نحو طبيعي.
من صفحة Fitness zone.
وعلى مَن لديه مشاكل مفاصل حديثة يقلّ عمرها عن 3 أشهر، وفق حاتم، استكمال علاجه وعدم البدء بالرياضة خلال هذه الفترة لعدم مضاعفة إصابته.
ويشير حاتم إلى أمر هام جداً، وهو التأكّد من شهادة المدرِّب الخاصّ في النادي الرياضي، "فللأسف، ليس كل المدربين مجازين وذوي خبرة، فالمدرّب الذي لا يدرك كيفية التعليم ولا الخبرة بالإصابات والرياضة، قد يعرّض المتدرّب للإصابة أيضاً".
أمّا المصابون بأمراض المفاصل والعظام أو أمراض القلب وما إلى ذلك، فيمكنهم اللجوء إلى اختصاصيين رياضيّين لإعطائهم التمارين التي تلائم حالتهم الصحّية. فتمرين الحالات الصحّية الخاصّة لا يشبه التمرين العادي و"إلا كانت النتائج عكسية، فالتمرين هو علاج ويمكن أن يكون سبباً للإصابة أحياناً إن لم يكن المدرّب أهلاً للتدريب وإن لم يتّجه المتدرّب إلى الوجهة الصحيحة".
ويشدّد حاتم على عدم تبنّي جملة شائعة في مجتمع التدريب والرياضة، وهي "no pain no gain"، فهي لا تصلح دائماً، ولا يجب الاستمرار بتمرين مؤلم، فهذا الألم هو جرس إنذار بأن هناك مشكلة.
وفيما تختلف أهداف روّاد النادي الرياضي، لا يدري معظمهم ما الذي عليهم فعله لدى دخولهم النادي، بحسب المدرّب الرياضي أحمد برّو، في حديث لـ"النهار". لذلك، يُفضَّل أن يرافق مدرّب خاصّ المبتدئ بالرياضة لمساعدته على الوصول إلى هدفه، ويكون بذلك التمرين آمناً دون خطر التعرّض لأيّ إصابة، ويكون كامل تركيز المدّرب الخاصّ على زبونه لاستفادة قصوى.
وعلى المبتدئ غير القادر مادّياً على تخصيص مدرِّب خاصّ لتمرينه، أن يسأل ولو بشكل مبدئي عن الأساسيات لأي مدرِّب في النادي، وإن كانت وتيرة المساعدة بطيئة أو متقطّعة.
ومن المهم جداً، برأي برّو، تقوية العصب كخطوة أولى في مسار المبتدئ فهي الأساس لبناء العضل.
ويمكن للشخص البدء بممارسة الرياضة في النادي الرياضي دون عمر الـ15 عاماً، وفق قول برّو، وأيضاً يجب أن يرافقه مدرّب خاص، خصوصاً في هذا العمر الذي قد يكون الشخص فيه مندفعاً كثيراً، وقد ينغرّ بما يقوم به الكبار ممَّن حوله. لذلك، يُنصح بمرافقة المدرّب ولو لشهر واحد ليتعرّف إلى الخطوات من الصفر.
المدرب الرياضي أحمد برّو.
كذلك، على الراغبين في ممارسة الرياضة، التصريح عن مشاكلهم الصحّية للمدرّب، إذا وُجدت. كما ينصح برّو "بالالتزام والإرادة للحصول على أفضل النتائج، وإلّا كانت زيارتهم للنادي تضييعاً للوقت".
ولغير المقتدرين مادياً، النادي ليس المكان الوحيد لممارسة الرياضة التي يمكن أداء تمارينها في المنازل والأماكن المفتوحة، ويسهّل اليوم البحث في المواقع والتطبيقات المحترفة الأمر. لا تتججوا أنه ليس في إمكانكم شراء أوزان والتمرين في المنزل، فيمكنكم أداء تمارين مفيدة بحمل زجاجتين من المياه من حجم الليترين، على سبيل المثال، والنتيجة تكون مرضية لاسيما لدى السيّدات"، وفق برّو. تبقى الإرادة هي السلاح الأول والأخير للاستمرار في نمط حياة صحي تلعب الرياضة دوراً أساسياً فيه.