" أشعر أنّ هناك فيروساً في دماغي". بهذه الكلمات وصفت المريضة باربرا فان ميتر نيفينز معاناتها مع كوفيد طويل الأمد. ما مرّت به من تجربة سيئة مع مرض كوفيد جعلها اليوم تخضع لتجربة طبية علّها ترتاح بعد سنتين من المعاناة.
تشارك بارببرا فان ميتر نيفينز قصتها في حديث مع الـCNN، هي التي عانت كثيراً من عوارض كوفيد وما زالت، تتحدث اليوم عن تجربتها القاسية والمؤلمة وكيف انقلبت حياتها رأساً على عقب. تقول: "عدتُ إلى المنزل واستخدمت الأوكسجين لمدة 500 يوم، وخضعتُ لعلاج فيزيائي بالإضافة إلى متابعة يومية من ممرضة".
بعد مرور 4 أسابيع على خروجها من المستشفى نتيجة إصابتها بفيروس #كورونا، لم تستطع نيفينز فهم أوجاعها التي لم تبارحها قط. وتشير إلى "أنني لم استطع فهم شعوري بالسوء الشديد ولماذا كل شيء يؤلمني. كنتُ أمشي على العكازين، كنتُ أبكي".
وعندها أمسكت مقدمة الرعاية الصحية الأولية بيدي وقالت لي: "باربرا، أنتِ مصابة بكوفيد طويل الأمد".
انقلبت حياة بربارا رأساً على عقب منذ أيلول 2020، بعد أن عملت لأكثر من 14 عاماً كمديرة تجزئة، وتُدرّب فريقاً مؤلفاً من أكثر من 20 شخصاً، وجدت نفسها اليوم أسيرة الأدوية والمنبهات التي تستعين بها حتى لا تنسى شيئاً.
وتشرح تفاصيل حياتها الجديدة التي أصبحت عليها بعد إصابتها بالفيروس "لدي قائمة مؤلفة من مجموعة تنبيهات لما يتوجب عليّ القيام به يومياً".
بربارا ليست الوحيدة التي تعاني من كوفيد طويل الأمد، إذ تتزايد الحالات التي تعاني من عوارض طويلة الأمد حيث تظهر العوارض على الأشخاص وتستمر لأسابيع وأشهر، ولكن بحالة بربارا لسنوات!
تصف بربارا معاناتها بالقول: "أشعر أنّ هناك فيروساً في دماغي، يغيّر الأمور في ذهني، لأنني لا أستطيع التفكير ولا حتى التذكر".
ولكن ما الذي يجري حقيقة مع بعض المرضى؟
يؤكد عالم النفس جيمس جاكسون في مركز الإنعاش في وحدة العناية المركزة في جامعة فاندربيلت أنه من أول الأمور التي لاحظتها أن الناس كانوا يشكون من مشاكل إدراكية كبيرة، غالباً ما تُسمى بـ"ضباب الدماغ".
عندما بدأ جاكسون برؤية المزيد من هؤلاء المرضى، لاحظ أمراً أكثر تحديداً والذي كان مشتركاً مع مرضى "ضباب الدماغ" وهي أنهم فقدوا القدرة على الانتباه. ويرى جاكسون أنه "مع الأمراض المزمنة الأخرى، مشاكل سرعة المعالجة، وشكاوى الذاكرة في غالب الأحيان. لكن عندما تتعمق في البحث، تجد أن المشكلة هي الانتباه وهناك عجز في الذاكرة".
لذلك قرر جاكسون تجربة علاج كوفيد طويل الأمد من خلال ألعاب الفيديو. وعلى غرار ممارسة الرياضة والموسيقى، سيساعدك التحدي الصعب على التحسن، من خلال اللعب لمدة 25 دقيقة في اليوم ، 5 أيام في الأسبوع لمدة 8 اسابيع.
صحيح أنه لن تكون لعبة الفيديو الحل السحري للمريضة باربرا، لكن في هذه المرحلة يمكن لأي شيء أن يكون مساعداً. وبالفعل كما تؤكد باربرا "لقد ساعدتها في الاهتمام بالتفاصيل، الانتباه والتركيز، استرجاع بعضاً من الذكريات".