لم يكن خروج ألبرت بورلا الرئيس التنفيذيّ لشركة فايزر من القاعة بعد حضور المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس خياراً جيّداً، لأنّ ما كان ينتظره في الخارج أصعب بكثير ممّا كان يسمعه في داخل تلك القاعة.
كانت أسئلة الصحافيين في الخارج، التي رافقت خطواته وصمته الطويل، تسلط الضوء على ما يُثار حول فاعلية اللقاحات والحقائق المخفيّة عن العالم. فقد سُئل بورلا "منذ متى وأن تعلم بأن اللقاح لا يمنع انتقال العدوى؟ وما هي الأموال التي جنيتها شخصيّاً نتيجة بيع اللقاح؟"، وفق ما وثق فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يترك الصحافيّون بورلا منذ لحظة خروجه، ولم يسأموا من ترديد السؤال، وإن لم يلقوا أيّ جواب. وجاء هذا الاستجواب السريع بعد الكشف عن الأموال التي حصل عليها الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، والتي تُقدّر بنحو 50 مليون دولار بين عامَي 2021 و2022، ناهيك بإيرادات شركة فايزر التي تضاعفت ثلاث مرّات لتصل إلى أكثر من 100 مليار دولار منذ عام 2019.
عادت نظريّة مؤامرة اللقاح بقوة إلى الواجهة بعد جدل ظهور دراسات وتجارب عن تراجع فاعلية اللقاح وعدم قدرته على حماية الشخص من الإصابة بحدّة بالفيروس أو من الأعراض. وبعد أن كان الهدف من اللقاح منع الإصابة والحماية من عدوى انتقال الإصابة، بدأ الخبراء والأطباء بتعديل تصريحاتهم التي شدّدت على أهمية التخفيف من حدّة الأعراض، من دون أن تنكر أن اللقاح فشل في تأمين الحماية من الإصابة الحادة.
اختلف الأمر اليوم، ويقول البعض بأن مَن تلقّى اللقاح كمن لم يتلقَّ أيّ جرعة، فلن يمنع اللقاح من الإصابة بالعدوى مرّتين وربّما أكثر.
وقد يكون السؤال الذي وجّهه أحد الصحافيين إلى الرئيس التنفيذي لشركة فايزر أكبر دليل على خيبة الناس من "الإعلان الترويجي للّقاح" في حين أنّ الحقيقة العلمية مختلفة عمّا يعلن عنه رسمياً.
وفي التفاصيل، توجّه صحافيّ إلى بورلا قائلاً: "منذ متى علمت بأن اللقاح لا يمنع انتقال العدوى؟ ومنذ متى علمت ولم تُفصح عن ذلك إلى العلن؟". لكن بورلا اكتفى بالإجابة الوحيدة: "يوماً سعيداً".
ومع ذلك، لم يستسلم الصحافي، بل أكمل: "نحن نعلم اليوم أن اللقاح لم يمنع انتقال العدوى، ولكن لماذا أبقيت ذلك سراً؟".
لم يبقَ الصحافي وحيداً، فسانده آخر بأسئلة أكثر توجهاً وقسوة، متسائلاً: "هل حان الوقت للاعتذار من العالم؟ ألا تخجل ممّا فعلته في السنوات الماضية الأخيرة؟".
وأضاف: "كم بلغ عدد الجرعات المعزّزة من اللقاح التي تحتاج لتكون سعيداً بأرباحك؟".
تجدر الإشارة إلى أنّ بورلا طبيب بيطري يونانيّ، وأصبح الرئيس التنفيذي لشركة فايزر الأميركية في عام 2019، بعد أن عمل في الشركة منذ عام 1993. وتلقّى مبلغاً قدره 21 مليون دولار كدخل إجماليّ عن عام 2021، بزيادة قدرها 15 في المئة عن 2020، حين تضاعفت أرباح الشركة للعام بأكمله مع طرح لقاح كوفيد.
في المقلب الآخر، أعلن المدير المالي في شركة فايزر دايفيد دينتون للمستثمرين أنه "إذا نظرنا على المدى الطويل، فسيكون هذا الامتياز بمليارات الدولارات في ما يتعلّق باللقاح، لأنه سيكون شبيهاً باللقاح الموسميّ للأنفلونزا، ولكنه يحصد وفيات أكثر من الأنفلونزا".
ما يثار اليوم يُعيد إلى الأذهان الفيديو الذي طرح في أواخر العام الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قيل إن أحد المسؤولين في شركة فايزر اعترف بأن "الشركة لم تختبر ما إذا كان اللقاح يمنع انتقال العدوى قبل طرحه!"،
في حين اعترفت شركة فايزر أمام البرلمان الأوروبي بأنّها لم تختبر قدرة لقاح كورونا كفاية على منع انتقال العدوى قبل طرحه في السوق.