النهار

مخاطر تضاؤل إمدادات الأوكسيجين على متن الغوّاصة "تيتان"... هكذا تموت الأعضاء تباعاً
المصدر: النهار
مخاطر تضاؤل إمدادات الأوكسيجين على متن الغوّاصة "تيتان"... هكذا تموت الأعضاء تباعاً
الغوّاصة "تيتان".
A+   A-
ساعات قليلة قبل نفاد كميات الأوكسيجين على متن الغواصة تيتان، سيناريوهات عديدة تتوالى مع اقتراب تضاؤل إمدادات الأوكسجين، وما قد يعنيه ذلك للركاب الخمسة الموجودين في داخلها. تتسابق الجهود الكثيفة مع الوقت الذي يعتبر العدو الأوّل في مسألة الحياة والموت، خسارة كلّ دقيقة تعني بالمقابل خسارة في أمل النجاة.
 
فرضيات كثيرة تطرح بكلّ تشعّباتها واحتمالاتها، ومنها فرضية أن تكون الغوّاصة ما زالت سليمة ولم تتعرّض لأيّ ضرر في أعماق البحر، ما يجعل مسألة العدّ التنازليّ لنفاد الأوكسيجين تصوّراً منطقياً لما قد يحصل.
 
ورأى رئيس شركة تمتلك سفينة الدعم (بولار برينس) شون ليت أنّه "لا تزال هناك وسائل تدعم الحياة على الغواصة، وسنظلّ متمسّكين بالأمل حتى النهاية".
لكن ما هي فرص النجاة في ظلّ نفاد إمدادات الأوكسيجين؟ وماذا يحدث للجسم بعد زيادة ثاني أكسيد الكربون؟
 
تشرح الاختصاصيّة في أمراض الرئة الدكتورة جوسلين ساسين لـ"النهار" أنّ "انخفاض الأوكسجين في الجسم يؤدّي إلى ارتفاع ثاني أكسيد الكربون الذي يكون تأثيره على الجسم أشبه بالمخدّر أو المنوّم، حيث يفقد الشخص تدريجيّاً الوعي وعدم القدرة على التنفّس بشكل طبيعيّ، وبالتالي تتوقّف الأعضاء تباعاً".
 
وتشير إلى أنّ "أوّل الأعضاء تأثّراً بثاني أكسيد الكربون هو الدماغ، لأنّ مركز التنفّس موجود في جذع الدماغ، وعندما يتعرّض هذا الأخير إلى كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون يصبح عاجزاً عن إعطاء أمر في التنفّس، ما يؤدّي إلى صعوبة في التنفّس، ومن ثمّ توقّف باقي الأعضاء".
 
وبينما أكّدت شركة "أوشين غيت إكسبيديشنز" في الولايات المتحدة أنّ "الغواصة تحرّكت ومعها ما يكفي من الهواء لمدّة 96 ساعة (4 أيام)، وذلك يعني أنّ خزانات الأكسجين ستنفد على الأرجح في الساعة 12 بتوقيت غرينتش اليوم الخميس"، يرى خبراء في المقابل "إنّ مدّة بقاء الهواء فعليّاً تعتمد على عوامل مختلفة مثل سلامة الغواصة، ومدى هدوء الموجودين فيها".
 
 
والسؤال هل يتلاشى الأمل في العثور على الغواصة؟ وما هو الوقت الذي يتبقّى للأشخاص على متنها من دون حدوث أضرار صحية جسيمة أو موت؟
 
لا تخفي ساسين أنّ "مسألة الوقت مهمة جداً، لأنّ الأمر لا يحتاج إلى أكثر من ساعة ونصف الساعة حيث ينخفض الأوكسيجين بسرعة، في حين يتطلّب ثاني أكسيد الكربون بعض الوقت لزيادة مستوياته العالية. وعليه، يكون سبب الوفاة انعدام نسبة الأوكسيجين في الدم وارتفاع ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدّي إلى توقّف عملية التنفّس إلى الدماغ، ما يُسبّب توقّف الأعضاء تباعاً. ونعرف جيّداً أنّ وظائف الأعضاء تعتمد بشكل أساسيّ على الأوكسيجين للعمل."
 
وما يزيد صعوبة الوضع وفق ساسين "وجودهم في قعر البحر ما يمنع الاستعانة بوسائل الإنقاذ، لأنّ الركاب يكونون في حالة صحية صعبة، كون درجة حرارة أجسامهم تكون منخفضة جدّاً وتؤثّر على وظائف الأعضاء في الجسم. لدينا عوامل عديدة تُشكّل تحدياً حقيقياً سواء بنسبة الأوكسيجين أو بالهبوط الحراري في الجسم نتيجة تواجدهم في قعر البحر والتي تؤثر على الحالة الصحيّة للركاب".
 
تتدهور تدريجياً حالة الشخص حيث تبدأ بالتشوّش وعدم التركيز والغباش وعدم الرؤية الواضحة وصولاً إلى الغيبوبة بعد توقّف عمل مركز التنفّس في الدماغ نتيجة ارتفاع ثاني اكسيد الكربون.
 
وفي حال نجح فريق الإنقاذ في الوصول قبل توقّف عملية التنفّس، يمكن علاج الركاب من خلال تزويدهم بكميات عالية من الأوكسيجين لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الجسم، ويمكن للأعضاء العمل من جديد شرط ألا يتخطى التدخّل الطبّي الربع ساعة بعد انقطاع الأوكسيجين، لأنّه في حال تعرّض الدماغ لنقص الأوكسيجين أكثر من ربع ساعة فسيتعرّض إلى تلف وضرر لا يمكن تعويضه."



إعلان

الأكثر قراءة

10/5/2024 12:51:00 AM
مع استعداد إسرائيل لشن هجوم على إيران بعد أن فاجأت الجميع بهجومها الخاطف على حزب الله في لبنان الشهر الماضي، يدور الآن حديث عن انزلاق لا مفر منه نحو حرب جديدة في الشرق الأوسط.
10/5/2024 1:01:00 AM
سجل المهاجم النرويجي لنادي مانشستر سيتي الإنكليزي إيرلينغ هالاند، ارتفاعاً ضخماً على مستوى القيمة السوقية خلال مسيرته الحافلة بالألقاب والإنجازات داخل الملاعب الأوروبية.