كشف تقرير عالمي، نُشر في مجلة "لانسيت" العلمية، أن العدوى البكتيرية هي السبب الرئيسي الثاني للوفاة في جميع أنحاء العالم تسبقها الأمراض المرتبطة بالقلب، حيث أنها كانت مسؤولة عن 1 من كل 8 من جميع الوفيات في عام 2019.
وتطرقت الدراسة التي نشرت بالأمس، إلى نحو ثلاثين نوعا من البكتيريا هي الأكثر تسببا للأمراض، وقيّمت معدلات الوفيات المرتبطة بها، وفق ما شنشرت وكالة فرانس براس.
ومن بين الأنواع الثلاثين من البكتيريا المدروسة، تعتبر خمسة مسؤولة عن أكثر من نصف الوفيات، وهي المكورة العنقودية الذهبية التي هي السبب الرئيسي للوفاة في 135 بلداً، والإشريكية القولونية، والمكورة الرئوية، والكلبسيلية الرئوية، والزائفة الزنجارية، كما أن المكورة الرئوية هي الأكثر فتكاً بالأطفال دون الخامسة.
وارتبطت العوامل الممرضة بـ 7.7 مليون حالة وفاة، 13.6% من الإجمالي العالمي، في عام 2019، العام الذي سبق انتشار جائحة كوفيد_19. وقالت الدراسة، التي أجريت في إطار برنامج العبء العالمي للمرض، يشارك فيه آلاف الباحثين في معظم أنحاء العالم، إن هذا جعلها ثاني أكبر سبب للوفاة بعد أمراض القلب الإقفارية، والتي تشمل النوبات القلبية.
وأوضحت نتائج الدراسة إلى أي مدى تشكل الأمراض الناجمة عن الإصابة ببكتيريا "أولوية ملحة" في مجال الصحة العامة.
ودعا الباحثون إلى العمل على الوقاية من الإصابة بالعدوى، واستخدام المضادات الحيوية بصورة أفضل لتجنّب ظواهر المقاومة، بالإضافة إلى اللجوء للتطعيم بشكل أفضل.
ورأى المؤلف المشارك في الدراسة ومدير معهد القياسات الصحية والتقييم كريستوفر موراي أن "هذه البيانات الجديدة تكشف لأول مرة عن المدى الكامل لتحدي الصحة العامة العالمي الذي تشكله العدوى البكتيرية. ومن المهم وضع هذه النتائج على رادار مبادرات الصحة العالمية حتى يمكن إجراء غوص أعمق في مسببات الأمراض الفتاكة هذه والاستثمارات المناسبة لخفض عدد الوفيات والإصابات".
كما أظهر البحث الاختلافات الصارخة بين المناطق الفقيرة والغنية.
ففي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كان هناك 230 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان بسبب الالتهابات البكتيرية. في حين انخفض هذا الرقم إلى 52 لكل 100 ألف في ما أسمته الدراسة "منطقة الدخول الفائقة الارتفاع"، والتي شملت دولا في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأستراليا.