لم يكن مايكل كرومهولز ابن الـ21 عاماً، في ولاية فلوريدا يتصور أن قيلولته بالعدسات اللاصقة ستفقده بصره في إحدى عينيه نتيجة بكتيريا آكلة اللحم.
40 دقيقة نام فيها مايكل بعدساته اللاصقة في كانون الأول، وعندما استيقظ كانت عينه اليسرى حمراء ونظره مشوّشاً. ومع ذلك، تجاهل الأمر واكتفى بإزالة العدسات اللاصقة، ولكن بعد أيام بدأ يخسر بصره تدريجياً ويشعر بألم شديد في عينه.
وبعد شهر، شخّص الأطباء حالته بعدوى بكتيرية آكلة اللحم التي تُعرف بالتهاب القرنية الشوكميبية (AK) التي تُسبب فقداناً دائماً للبصر. ولم يعد مايكل قادراً على الرؤية بعينه اليسرى باستثناء اللون الأسود والرمادي، وفق ما نشر موقع Daily mail.
وأجبرته العدوى على التخلي عن وظيفته وهواياته، بما فيها التواصل الاجتماعي مع أصدقائه، وممارسة كرة السلة والتمارين في النادي الرياضي.
برأي الأطباء قد يسترجع مايكل 10 في المئة من الرؤية فقط بعد خضوعه لعملية زرع قرنية.
وفي حديثه إلى الدايلي ميل، أوضح مايكل "كنتُ أحاول العثور على وظيفة من نوع الإدارة الرياضية في مجال تخصصي، لكن يبدو أنه من المستحيل القيام بذلك. في الوقت الحاضر ، لا يوجد عمل، ولا حياة اجتماعية".
كما أنه أصيب بحساسية الضوء، وبالتالي فإن التعرض لأشعة الشمس من شأنه أن يسبب له الألم. لذلك يقضي معظم وقته داخل غرفته مسدولة الستائر، مرتدياً نظاراته الشمسية.
كان مايكل يرتدي العدسات اللاصقة يومياً على مدى ثلاث سنوات قبل الإصابة، علماً أن عينه اليمنى لم تتأثر.
وتعتبر حالة مايكل عدوى بكتيرية نادرة، إلا أن 80 في المئة من الحالات تعود لأشخاص يرتدون العدسات اللاصقة، أي بمعدل واحد أو اثنين على مليون شخص كل عام.
وعادة تكون هذه البكتيريا غير خطيرة وشائعة جداً. وهي موجودة في البحيرات والجداول والمحيطات والتربة. يمكنها أيضًا الوصول إلى وحدات مياه الصنبور والتدفئة والتهوية وتكييف الهواء. ولكن عندما تدخل في العين من خلال الدموع الدقيقة والرموش، يمكن أن تتسبب في حدوث عدوى.
ويلفت الخبراء إلى أن كل من يرتدي العدسات اللاصقة في خطر. لكن الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة في الليل معرضون لخطر أكبر لأنها يمكن أن تؤدي إلى تطور الحالة. كما أنها تحرم القرنية من الأوكسجين ليلًا - يتم تجنب ذلك أثناء النهار من خلال الوميض - مما قد يقلل من قدرتها على محاربة العدوى البكتيرية.
ويتحدث مايكل أنه "في اليوم التالي من نومي بالعدسات اللاصقة، ذهبت لألعب البايسبول واضطررتُ لإزالة العدسات اللاصقة على الفور. شعرت أن هناك خطباً ما وأخبرتُ والدي أني سأزور طبيب عيون. ظننتُ أنني مصاب بفيروس بسيط وبعد أن فحصني الطبيب شعرتُ أن هناك شيئاً ما".
في البداية، شخّص الأطباء مايكل بأنه مصاب بفيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) ولكن على الرغم من العلاج بالمضادات الحيوية، فإن الالتهاب في عينه ازداد سوءًا. وقام بعدها خمسة من أطباء العيون واثنان من المتخصصين في القرنية أخيرًا بالكشف الجراحي على عينه في 21 كانون الثاني ليتبين أن إصابته ناتجة عن عدوى بكتيرية.
خضع مايكل لعلاجات عديدة للتخفيف من حدة العدوى ومساعدة القرنية على استعادة صحتها، وبعد أن اقترح الأطباء عليه اجراء عملية زرع قرنية لاستعادة نسبة قليلة من بصره، وبعد حضوره إلى العيادة، اكتشف أن العدوى ما زالت في عينه ما يمنع إجراء الجراحة.